تفشت ظاهرة جديدة في المحافظات ذات الطابع الريفي، وعلى رأسها محافظة الغربية، ألا وهي مشكلة أختفاء الأسمدة من الجمعيات الزراعية والسوق السوداء على حد سواء، فوجد المزارع نفسه بين مطرقة الموسم الشتوي الحديد وسندان اختفاء الأسمدة، ليصبح حصول الفلاح على السماد حلم بعيد المنال؛ ما يهدد ببوار مئات الأفدنة حال استمر الصمت الحكومي، والتجاهل لتلك الأزمة، وتلك ليست المرة الأولى التي يعاني فيها الفلاح من تلك المشكلة إلا أنها سرعان ما تحل عقب زيادة أسعار الأسمدة، بالرغم من أن هذه المرة ضربت تلك المشكلة الموسم الشتوي في مقتل.
يقول محمد رفعت، مزارع بقرية كنيسة دمشيت،: 'يعيش المزارعون في حالة من القلق بعد اختفاء الأسمدة الشتوية التي تحتاجها المحاصيل وخصوصًا محصولي (القمح - الكتان) والتي تعد من المحاصيل الرئيسية بالمحافظة، حيث وصلت سعر شيكارة السماد إلى 500 جنيه في حين أن سعرها في الجمعية الزراعية لا يتجاوز 160 جنيه.
وتابع رفعت، أن الوضع الحالي مأساة وحكم ببوار الأرض لأن الذي يزرع ويكد ويتعب وفي النهاية يجد خسارة بدلا من الربح فلن يستطيع الاستمرار والدولة لا تدعمه وتوفر له احتياجاته.
وأضاف سامح غندور، مزارع بقرية الهانم،: 'توجهنا بعشرات الاستغاثات للمسئولين لتوفير السماد بسعر مناسب وفي متناول الفلاح لأن الارتفاع الكبير في الأسعار بهذا الشكل يهدد بامتناع كثير من المزارعين عن الزراعة وما يترتب عليه من بوار الأرض وارتفاع أسعار المحاصيل الشتوية، حيث من المفترض أن يزور وزير الزراعة المحافظة خلال أيام، وسنعرض عليه تلك الأزمة آملين أيجاد حلول تنقذ أراضينا من البوار'.
فيما أوضح حسن الحصري، نقيب الفلاحين، أن السماد المدعم هو أقل حق من حقوق الفلاح وينبغي أن لا نترك الفلاح فريسة للتجار، حيث تباع شيكارة اليوريا بـ480 جنيهًا وشكارة النترات بـ400 جنيه والفلاح مضطر للشراء من السوق السوداء لأن الكمية المحددة للأرض لا تكفى ولا يتم صرف الكمية بالكامل في معظم الأحوال.
وتابع الحصري، أن فدان القمح يحتاج إلى 5 شكاير نترات على الأقل يتم صرف 3 شكاير عن طريق البطاقة الزراعية المميكنة ويشتري المزارع 2 شيكارة على الأقل من السماد الحر ليستكمل المحصول تموينه بالشكل المثالي ويعطي إنتاجية جيدة.
وطالب نقيب الفلاحين، بوضع سياسة صارمة، تضمن توفير السماد لكافة المزارعين ومنع السوق السوداء وكذلك وقف تصدير السماد إلا بعد تحقيق اكتفاء لكافة المحافظات.