بطل لا يقل دوره عن دور قواتنا البواسل من أبطال الجيش، والشرطة، استطاع أن ينقذ أهالي قريته من الموت المحقق، وعرض حياته للموت في الوقت الذي فر فيه الجميع لأنهم لم يستطيعوا مواصلة العمل البطولي للنهاية، إنما هو استمر به وحيدا.
عرض حياته للخطر لإنقاذ قريته من انفجار اسطوانات الغاز
ونجح البطل وحده في إنقاذ القرية، من انفجار محقق فضلا عن قرب الحادث من محطة تمويل سيارات، حيث كانت تنفجر اسطوانات البوتاجاز، لأعلى وتسببت في خسائر فاضحة بالمباني المجاورة، ولم تكون هناك خسائر في الأرواح بفضل العناية الإلهية التي أنقذت البطل في اللحظات الأخيرة من الموت المحقق بعد إرتدام أنبوبة منفجرة في أحد المنازل واصطدامها به أدت إلى إصابته بالوجه، وأجرى على إثرها 25 عملية جراحية بترقيع من أنحاء جسده.
إنه البطل 'بدير أحمد'، 52 عام، إبن قرية كفر الجزار، التابعة لمدينة بنها، بمحافظة القليوبية، نموذج يستحق أن يكرم بما تبقي من حياته ويحيا حياة كريمة تليق بعمله الكريم وبطولته حيث استطاع إنقاذ قرية كفر الجزار، بأكملها من الدمار يوم 8-1-1985م.
وأكد بدير أنه يتذكر الحادث، وكأنه حدث منذ دقائق وليس سنوات، حيث سمع من أهالي القرية وجود انفجار اسطوانات البوتاجاز، بسيارة تحمل حوالي 1200 أسطوانة بسبب تصادم السيارة أثناء الدوران بالشارع بأحد أعمدة الإنارة، فتسبب في سقوط شظايا على السيارة المحملة بالأنابيب، فحدث الإنفجار.
وأضاف البطل، أنه فور حدوث ذلك لم يرى أمامه سوى إنقاذ أهل قريته رغم أنه لا يوجد أقارب له بموقع الإنفجار، وهو يعيش بأسرته بعيدا عن الحادث، ولكن حفاظه على أهل قريته دفعه لإنقاذهم دون النظر لأهمية وخطورة الحادث.
وبالفعل استطاع أن يبعد الاسطوانات خارج السيارة، ويتذكر العناية الإلهية بكون كانت الأنابيب تنفجر لأعلى رغم وقوفه بجوارها، إلا أنه في نهاية الحادث ارتدم أحدى الأنابيب بأحد المنازل واصطدمت به مرة أخرى ما أدى إلى إصابته بشظايا عقب انفجارها بجدران المنزل.
ويشير بدير، إلى أنه قام أحد الأطباء المصريين، العاملين بالولايات المتحدة الأمريكية، بالتواصل مع أحد أعضاء مجلس الشعب، حين ذلك ووعده بإجراء عملية له، وتم حجزه بمستشفى القصر العيني، بالقاهرة، وأجرى على يده 25 عملية جراحية ولم يتكلف منها شيء.
وأكد البطل، أن الدولة صرفت له مبلغ 15 ألف جنيه، قام بإجراء عملية أخرى بها بإحدى مستشفيات شبرا الخيمة، موضحا أنه أخذ وعد من المحافظ، بالحصول على شقة بمساكن الشباب، وكان وقت التسليم يجري إحدى العمليات، وعلم أنه لم يتم تسليم الشقق، وسيتم إعادة النظر الذين وقع عليهم الاختيار، وتم إزالة إسمه، ولم تقدم له الدولة أي شيء حتى الآن.
وأوضح بدير، أنه لم يتم تكريمه من أى جهة حتى الآن، ولم يتم صرف أي شيئ مقابل العمل البطولي الذي فشلت فيه سيارات الحماية المدنية، على مستوى 4 محافظات قدمت الدعم من إنقاذ القرية، من الدمار.
ولفت بدير، أنه قدم حياته ودفع ثمن شهامته من صحته وجسده، فهو يستحق أن يكون نموذجا وقدوة يحتذى بها، معبرا: 'خوفي وقتها على بلدي كان أهم من خوفي على نفسي'.
البطل ' بدير أحمد '
وقال بدير، إن أسرته تتكون من 'زياد'، في الصف الأول الثانوي، و'بسملة'، في الصف الأول الإعدادي، ولا يوجد له أي دخل أو أي معاش لإعانة الأسرة على المعيشة.
بدير أحمد
وطالب البطل، بتكريم لرفع روحه المعنوية لم عاشه من أثر الحادث على وجهه، الذي سبب له تدمير نفسي ومعنوي، كما طالب بمعاش كريم، حيث يقوم بتأجير أحد المحلات لتغطية تكاليف أسرته، ولكنه يحتاج مصاريف أكثر للدراسة والحياة المعيشية.