أجبرت الظروف أسرة مكونة من 9 أفراد ما بين كبار سن وشباب وأطفال، للعيش داخل 'عشة" من بقايا جريد النخيل والبوص وسط الأفاعي وفي أجواء البرد القارص.
داخل عشة البوص والجريد حصيرة قديمة وأغطية متهالكة ودورة مياه، وضع بمقدمتها بطانية قديمة لسترتها وبقايا أبواب خشبية ودولاب وضعت كحواجز بنهاية العشة، بدلا من الحوائط المصنوعة من الطوب بالمنازل، تعيش هذه الأسرة.
على مدار عام ونصف العام لم تجد أسرة 'العم جابر' مأوى لها سوى هذا المكان الذي صنعه 'العم جابر' لأبنائه وأحفاده في 3 أيام بعد أن بات بوسط الشارع هو وأسرته، ليبدأ مواجهة مصيره بذاته بعد أن قرر بيع منزله الصغير وشراء قطعة أرض ومن ثم بنائها، إلا أن قرارات وقف البناء حالت بينهم وبين بناء منزله ليجد نفسه بوسط الشارع ليس لديه حلا سوى تشييد 'عشة' تأويه وأسرته.
يقول 'العم جابر': 'إنني أعيش داخل عشة من جريد النخيل والبوص وبقايا الأغطية والملابس القديمة، منذ أكثر من عام ونصف العام ومعي زوجتي وأبنائي وأزواجهم وأحفادي جميعنا داخل هذه العشة'.
وأضاف: 'كنت أمتلك منزلا صغيرا بداخل قرية الفقاعي التابعة لمركز أبو قرقاص جنوب محافظة المنيا، لكنني أردت أن ابني بيتا جديدا يسع جميع أفراد الأسرة، وكان ذلك قبل عام ونصف وبعد أن قمت ببيع منزلي الصغير توجهت لبناء قطعة الأرض التي قمت بشرائها، وقمت بعمل تصالح لها لكنني فوجئت بأنه تم وقف البناء من قبل الدولة'.
وأوضح: 'في وقت الأمطار والرياح لا نجد سوى أننا نختبئ داخل العشة التي نعيش فيها، وأحد الجيران ترك لنا مفتاح غرفة بها سقف نلجأ إليها في بعض الأوقات كي ننجى من مياه الأمطار، التي تتساقط في المنيا خلال موجة الطقس السيء'.
واستطرد: 'ليس لي أي مصدر دخل نهائيا وأعيش برفقة زوجتي وأبنائي وأزواجهم وأحفادي، وحاولنا كثيرا الحصول على معاش تكافل وكرامة وتقدمت عدة مرات وفي كل مرة يتم اخبارنا أننا غير مستحقين'، موجها رسالة استغاثة إلى الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية ومحافظ المنيا اللواء أسامة القاضى بإنقاذه وأسرته من العيش داخل العشة التي تأويهم ببناء منزل لهم أو السماح لهم بالتصريح بالبناء، حتى وإن استدعى الأمر أن يقوم بالاقتراض من أجل البناء في حال السماح لي بالبناء'.