يتهادى صوت الست أم كلثوم وهي تشدو «رجعونى عنيك لأيامى اللى راحوا»، قادما من جهاز راديو قديم، بينما يتصاعد البخار الساخن والروائح الذكية من العربة التي يديرها محمد رمضان ذو الـ 32 عامًا، لبيع البلية وحمص الشام، بأحد شوارع مدينة المنصورة، حيث يأتي الأهالي والموظفون في أوقات الليل الباردة، طلبا للتدفئة، وسط أجواء باردة غير مسبوقة حاليًا.
وعلى تروسيكل معدّل، التقى موقع «أهل مصر» مع محمد رمضان، أو كما يطلق الأهالى «أبو كريم»، الذي يعمل بكل حب وود يضع كل طاقته فى طبق البليلة، الذي يقدمه لزبائنه، حتى أن طريقة التقديم مختلفة عن أي عربة أخر، كما يرتدى جوانتي بلاستيكيا لضمان نظافة الطعام، وهو ما جذب إليه الكثيرين، كما تقف سيارات عديدة في انتظار دورها .
تحدى ظروفه لتحقيق حلمه
بدأ أبو كريم حديثه لـ «أهل مصر»، بأنه متزوج ولديه طفلين، وامتهن العديد من المهن من ضمنها بيع العسل، وبمشاركة أخويه قرر بيع البليلة حيث أنهم لديهم خلفية مسبقة عن صناعتها.
ونظرا لضيق ذات اليد، قرر أبو كريم التغلب على الظروف، وأخذ خطوة على طريق تحقيق حلمه، بالإضافة أيضا لفكرة توصيل الطلبات البليلة وحمص الشام، ديلفري عن طريق الطلب عبر تطبيق «الواتس آب»، ليصلهم طلبهم مغلف جيدا وساخنا، بفضل وجود 2 موتوسيكل لتوصيل الطلبات.
وأكد أبو كريم، أن أهم شئ فى التعامل مع الناس الأسلوب وأن يكون السعر متناسبا مع الخامات وفي متناول الجميع، وبرغم ارتفاع أسعار الخامات وخصوصا المكسرات التى يصل سعر الكيلو منها إلى 300 جنيه، يبيع علبة البليلة بسعر يتراوح بين 20 و30 جنيها، بالرغم من أنها تحتوى على 15 صنفا، لكنه يحاول الحفاظ على السعر حتى لا يخسر زبائنه، أما سعر حمص الشام فيترواح من 10 إلى 15 جنيها.
وتابع بأن فكرة تطوير التروسيكل والإضاءة والديكورات مهمة جدا، وتعتبر عامل جذب بجانب جودة المنتج.
يبدأ أبو كريم العمل من الساعة 1 ظهرا وحتى 3 فجرا، فيستيقظ لإعداد منتجاته التي سوف يقوم ببيعها، ثم يتجه للنزول إلى الشارع.
رسالة للشباب
ووجه برسالة إلى الشباب قائلًا: 'لو عندك حلم حققه واسعى ليه، وماتستناش الوظيفة اشتغل على نفسك وواصل'، وقال إن أي شاب يريد أن يقف على قدميه ويبدأ مشروعا، فهو على أتم الاستعداد بتوجيهه لبدء فكرته ومشروعه.
تابعوا آخر أهل مصر على Google News
