العمر بالنسبة لها مجرد رقم فى البطاقة.. آمال إسماعيل متولى، 78 سنة، طالبة ماجستير بكلية الآداب بـجامعة المنصورة، والتى تعتبر نفسها مازالت فى ريعان شبابها وأن العلم والدراسة والثقافة لا ترتبط بعمر أو بظروف أو بمرض.
تقول 'آمال'، لـ'أهل مصر'، إنها تزوجت في سن الـ14 عاما ولم تكمل مرحلة التعليم الأساسي، بل خرجت من التعليم من الصف الثاني الإعدادي رغم تفوقها، وتزوجت وأنجبت ابنتين وولدين، وحرصت وكرست حياتها لهم فتخرّجوا مهندسين وأطباء، الدكتور المهندس محمد، والمهندس مصطفي، والدكتورة سونة طبيبة بشرية والدكتورة شيرين العدوي دكتوراه في الإعلام.
أكملت تعليمها الإعدادي في سن الـ 38
وتضيف أنها أكملت تعليمها الإعدادي وهي في سن 38 عاما حينما سفر زوجها إلي ليبيا، وبعدها سافرت لزوجها وأصيبت بالسرطان وانتصرت عليه، وتوفي زوجها عام 2011.
الثانوية في عمر الـ 68
وتُتابع 'آمال'، أنها التحقت بالصف الأول الثانوى وهى فى عمر الـ 68، وأن أبناءها شجعوها لتقدم أوراقها، وتكمل تعليمها، وأن فى المديرية، رحبوا بها جدًا.
أول يوم بالجامعة
وعن أول يوم دراسة لها بالجامعة، قالت: عندما دخل الدكتور مدرج الكلية ليلقي المحاضرة، تعجب من وجودى، وظل ينادي 'يا أستاذة يا مدام' ولكنى لم أنتبه إلا وهو يقول 'يا حاجة' فقلت له: 'تقصدنى أنا؟' فقال الدكتور: 'ده مش مكان انتظار ده مدرج الطلبة بتتلقى فيه علم' فقالت له: 'منا جاية أتلقى علم أنا طالبة'، وطلب منى الكارنيه، واعتذر منى بعدها.واستطردت أنها قامت بتسجيل الماجستير في عام 2018، وانتهت من هيكل الرسالة تحت إشراف الدكتورة فتحية السيد الحوتي أستاذ علم الاجتماع المساعد بكلية الأداب جامعة المنصورة، ومازالت تنتظر تحديد موعد مناقشتها.
وأكدت 'آمال'، على شعورها في أوقات كثيرة بالإحباط، وتعرضت لمضايقات، وما كان ينقذها دائما هي ثقتها فى الله، مؤكدة أن سنوات التعليم جعلت منها شخصية هادئة بعد أن كانت من قبل تتسم بالعصبية، ونصيحتها لكل شاب عازف عن التعليم: 'لا تضيع عمرك حتى لو بتشتغل وتمتلك أموالا فلا غنى عن العلم، يكفى أن أول كلمة نزلت في القرآن هي اقرأ'.