لا تملك شيئا سوى الدموع والحزن الشديد عندما تجد أطفالها يصيحون بالبكاء أمام ناظريها، من المرض وشدة آلام الحروق، تقف صامتة في حيرة لا حول لها ولا قوة، لاتعلم من أين تأتي بمصروفات علاجهم أو سداد ديونهم أو دفع إيجار المكان المقيمين فيه حتى لا يتم تشريدهم بالشوارع.
لجأت إلى الاقتراض
تقول 'أسماء عبد العاطي'، من قرية المساوية التابعة لمركز إسنا، جنوب محافظة الأقصر: 'أعول 6 أطفال تتراوح أعمارهم بين أكبرهم 12 عاما والصغير عام ونصف.
وتضيف: زوجي أرزقي ليس لديه دخل ثابت، يوم شغل وعشرة لا، نظرا لكبر سنه، مما جعلني ألجأ إلى الاقتراض من أحد البنوك كي أستطيع أن أنفق على أبنائي من خلال إطعامهم وشرابهم وتعليمهم، وأحميهم من التنمر الذي يتعرضون له من زملائهم بسبب فقرهم وعدم حصولهم على ملابس جديدة كبقية جيرانهم.
راتب 400 شهريا
وتتابع بأسى: 'بحثت عن عمل ليلا ونهارا عن كي أحصل على راتب يساعدني على سداد القرض وعلى دفع الإيجار، وتوسط لي أهل الخير بالعمل يوميا من الـ 8 صباحا، وحتى الـ 2 ظهرا فى جمعية براتب 400 شهريا، فقبلت كي أستطيع سداد القرض، ومنعت ابنتي الكبرى 12 عاما، من تعليمها كي تجلس بالبيت وتراعي إخوتها فى غيابي وتعد لهم الطعام وتتحمل مسئولية الرضيع الذي يبلغ عاما ونصف إلى أن أعود'.
وتابعت الأم المقهورة حديثها قائلة: 'عدت من العمل فى يوم فوجدت ابنتي تبكي وتنهار وتتألم وعندما جريت عليها أخبرتني بأن الزيت المغلي انقلب على يديها أثناء تجهيزها الغداء، وعندما بكى الرضيع ذهبت إليه، ثم لقيت أخاها الآخر، ثلاث سنوات، يقترب من البوتجاز وأثناء محاولتها إزاحته انقلب عليها الزيت المقلي'.
وأشارت إلى أنها كانت تقبض من الشئون الاجتماعية 450 جنيها شهريا تساعدها فى سداد الأقساط ولكن تم إيقاف القبض عنها منذ 5 أشهر وعندما ذهبت إلى الشئون لم تجد منهم جوابا سوى أن الاسم ساقط.
وأضافت 'أسماء' أن راتبها الشهري كانت تنفقه فى مصروفات البيت، ولم تستطيع دفع إيجار السكن التي تقيم فيه هي وأسرتها منذ 5 أشهر مما جعل صاحب المكان يهددها أمام أطفالها وأمام الجيران بأنها إذا لم تدفع له آخر هذا الشهر إيجار الأشهر الماضية كلها سوف يطردها من البيت، لافتة إلى أنه لا يوجد مكان آخر تذهب إليه، وإذا طردها مالك المنزل ستشرد هي وأطفالها.
سنة سجن
وأوضحت أنها الآن محكوم عليها بالسجن سنة، لعدم سدادها للبنك فوائد القرض 15 ألف جنيه من عدة شهور، مناشدة الإمام الأكبر أحمد الطيب شيخ الأزهر، واللواء مصطفي اللهم محافظ الأقصر، ومحمد حسين، وكيل مديرية التضامن الاجتماعي بالأقصر، ومحمود الضوى، مدير إدارة تضامن إسنا، وأهل الخير بأن يساعدوها فى حل مشكلتها ويقدموا لها الدعم ويحموها هي وأطفالها الستة من التشرد والحبس.