على الرغم من إعلان محافظ بني سويف موافقة مجلس الوزراء على إنشاء 'مراسي سياحية' بضفاف النيل بالناحية الشرقية فى الجهة المقابلة للكورنيش الغربي، كموقع لإنقاذ السياحة الداخلية بالمحافظة، ظلت التساؤلات حول مدى جدوى هذه المراسي، في ظل عدم الترويج الجيد والاستغلال المناسب للمقومات السياحية بالمحافظة.
وترصد 'أهل مصر' جدوى إنشاء مرسى على النيل ببني سويف وأهميتها لتنشيط السياحة الداخلية بالمحافظة، وآراء الأهالى حول مدى استفادة المحافظة بهذا المشروع.
السياحة الداخلية ببني سويف
وقال أحمد السيد، أحد الأهالى ببني سويف، وأحد العاملين بإحدى المناطق السياحية بالغردقة، إن هناك بعض العوامل التي قد تؤثر على ازدهار حركة السياحة الداخلية ومنها ارتفاع الأسعار وكثرة الضرائب فيما يتعلق بتكاليف السياحة الداخلية، ونقص وعدم كفاية الخدمات التي يحتاجها السياح على الطرق المؤدية للأماكن السياحيّة.
قلة الخدمات للسياحة
وأضاف أن هناك بعض المناطق التي يذهب إليها السياح، تفتقد للعديد من الضروريات خاصة السكن مثل عدم وجود فنادق الـ3 نجوم لذوي الدخل المحدود، وقلة بعض الخدمات المشجعة على السياحة الداخلية، فضلا عن انخفاض دخل الفرد مما يؤدي إلى عدم قدرته على الخروج للسياحة والترفيه باعتبارها من الكماليات، كونه مشغولاً بتوفير الحاجات الأساسية مثل المأكل والمشرب، وضعف الترويج لها داخل المحافظة.
وأشار إلى أن من أهم العوامل التي تعرض ازدهار حركة السياحة الداخلية بالمحافظة للضعف هى عدم الرغبة للكثير من المواطنين في زيارة الأماكن والمعالم التاريخيّة والأثريّة وأهمية ومكانة هذه المعالم السياحية.
توافر المناطق الاثرية والمعالم الطبيعية
وقال إبراهيم السيد، أحد الأهالى، إنه بالرغم من توافر المناطق الأثرية والمعالم الطبيعية فى بنى سويف ما يجعلها منطقة جذب سياحى طوال العام إلا أن النشاط السياحى فى المحافظة منعدم، وأنا لا أعلم ما هى اهم المناطق الأثرية بالمحافظة سوى هرم ميدوم وإهناسيا وأيضا متحف الآثار ولكنه مغلق منذ 4 أعوام للصيانة.
عدم وجود الفنادق الكبرى
وأضاف أن بنى سويف لا يوجد بها فندق 5 نجوم، أو 4 نجوم أو 3 نجوم، مما ينتج عنه عدم توافر الأماكن التي يمكن أن يلتقى فيها المستثمرون ورجال الأعمال خاصة أن المحافظة بها مناطق صناعية وفيها فرص استثمارية واعدة، مشيرا إلى أن المحافظة تتواجد بها العديد من المعوقات التي قد تؤدى إلى انعدام السياحة ومنها عدم استغلال النيل الذى يبلغ أكثر امتداد واتساع له بالمحافظة، ومع ذلك لا توجد أى مشروعات سياحية تخدم المردود السياحي وعدم استغلال الجزر النيلية لزيادة الجذب السياحى.
مقابر الأسرتين الوسطى والحديثة
وأشار محمود عبد الرازق، مفتش آثار، إلى أن محافظة بنى سويف تمتلك العديد من المناطق الأثرية، وبها مقابر الأسرتين الوسطى والحديثة، بالإضافة إلى امتلاكها واحد من أندر الكهوف على مستوي العالم وهو كهف وادي سنور، الذي يبلغ عمره 65 مليون سنة مما يؤدي إلى زيادة توافد السياح الأجانب في المحافظة.
ومن جانبه قال الدكتور محمد هاني غنيم، محافظ بني سويف، إنه تمت الموافقة على إنشاء مرسى سياحي من الناحية الشرقية في الجهة المقابلة للكورنيش الغربي،حيث سيخدم المرسى الرحلات النيلية، والمناطق الأثرية والمقاصد السياحية بطول نهر النيل، مشيرا إلى أن تلك المشروعات بداية حقيقية لتنمية شاملة بمنطقة الشرق على نهر النيل.
وأضاف محافظ بني سويف، أن المشروع يأتي في إطار توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي بإنشاء مراسي على مجرى النيل لتنشيط السياحة وايجاد فرص عمل للشباب، والذي يعد احدى ثمار توجيه بوصلة التنمية تجاه صعيد مصر، موضحا أن المشروع من نتاج عمل وجهد على مدار أكثر من عامين بداية من إطلاق أول استراتيجية تنموية محلية عامة ترتكز على تحقيق الاستثمار الأمثل لموارد المحافظة، شملت 6 قطاعات اقتصادية منها قطاع السياحة الذي تمتلك فيه المحافظة ميزات نسبية وتنافسية.
إنشاء مرسى سياحي ببني سويف
وأوضح أن مشروع إنشاء مرسى على النيل يتضمن إنشاء كورنيش على الجانب الشرقي من النيل بطول 2 كم في المسافة من كوبري بني سويف العلوي حتى دير العذراء مريم ،وتضمن المخطط العام للمنطقة إنشاء ممشى وفندق سياحي ومنطقة تجارية ومرسى سياحي ومول تجاري، مشيرا إلى أن مشروع الكورنيش الشرقي يتقاطع مع خطة يتم تنفيذها بالتعاون مع بعض الجهات الشريكة لتكون بني سويف نقطة توقف للرحلات السياحية الممتدة من القاهرة لأسوان أو العكس، لاسيما وأن مسار رحلة العائلة المقدسة التي طافت ربوع مصر والتي يقع ضمنها مشروع الكورنيش كنقطة هامة من النقاط التي يمر بها مسار رحلة العائلة المقدسة.