الفقر يغتال براءة أطفال بني سويف ويضعهم في قبضة الأعمال القاسية

أرشيفية
أرشيفية

مما لا شك فيه أن الظروف الصعبة التي تمر بها الأسر الفقيرة، وخاصة في القرى تشهد ظاهرة انتشار عمالة الأطفال بالعديد من الأعمال والحرف والتى تختلف حسب طبيعة المكان وخاصة في القرى والمدن، والتى تشهد على تحمل الأطفال المسؤولية لمساندة أُسرهم في المعيشة.

عمالة الأطفال ببني سويف

ففى هذا التقرير ترصد جريدة "أهل مصر" تفاقم ظاهرة عمالة الأطفال ببني سويف، حيث يُلحق الآباء أطفالهم للعمل فى المصانع والورش والمهن الصعبة للحصول على أجور مجزية على حساب التسرب الدراسى، وبالرغم من تجريم عمل الأطفال، وكذلك توظيف الأطفال جبرًا لاستخدامهم في الأنشطة غير المشروعة من بعض أنواع التسول والشخاذة بالشوارع.

عمالة الأطفال فى الزراعة

ففى مناطق الأرياف تنتشر ظاهرة عمل الأطفال في الزراعة وأعمال الحقول المختلفة وخاصة في أعمال "العزيق والحصاد" فى المواسم الزراعية المختلفة، والتى يلجأ إليها الأطفال دون سن الـ 12 عامًا لمحاولة كسب المال لمساعدة أسرهم واهلهم في ظل الظروف الصعبة المادية التي يعيشون فيها.

عمالة الأطفال لمساعدة الأسر الفقيرة

قال محمود عبد الله، 12 سنة، أحد الأطفال العاملين في مهنة الزراعة بمركز إهناسيا غرب بنى سويف، إنه يعمل في الزراعة وخاصة في أعمال العزيق والحصاد في الأرض الزراعية مع الأهالى وأصحاب الأرض من المزارعين كى يتحصل على الأجرة اليومية والتى تساعد بشكل كبير لمساعدة أسرتة التى تحتاج إلى المساعدة المالية بشكل دائم ومتواصل.

الظروف الصعبة للأطفال

وأوضح أنه يعمل في مهنة تجهيز بعض المحاصيل الزراعية المجففة مثل الثوم والبصل منذ الساعة الثامنة صباحا حتى الرابعة عصرا مقابل أجر يومى في عمل شاق يحتاج إلى الصبر والجهد طيلة ساعات العمل على مدار اليوم، مشيرا إلى أن ظروفه الصعبة هى التى فرضت عليه العمل في هذا العمر الزمنى الصغير.

عمل الفتيات في الزراعة

وأضافت مريم جمال، 13 سنة، إحدى الفتيات التى تعمل في مهنة الزراعة ببني سويف، إن عملها اليومى والحياتى في تقليم وتجهيز " الثوم والبصل " لدى بعض التجار والمزارعين المتخصصين في تخزين وتجهيز بعض المحاصيل الزراعية تحتاج إليه كثيرا نظرا لظروف أسرتها الصعبة والتى لا يوجد لها عائل ولا دخل مادى بعد وفاة والدها منذ 3 أعوام أثناء ذهابه إلى عمله ولم يترك لنا اى مصدر دخل.

وهناك العديد من الأطفال يعملون في بعض مصانع الطوب ببني سويف، قاطعين مسافة زمنية تستغرق ساعتين أو أقل قليلا مستقلين سيارات الربع نقل للحصول على أجر يومى يساعدهم في مساعدة أسرهم واهلهم في مواجهة الظروف الصعبة المادية التي يعيشون فيها.

قال إبراهيم سيد، 13 سنة، أحد الأطفال العاملين بمصانع الطوب، إنه يعمل في هذا المصنع مجبرا عليه لاكتساب قوتة اليومى رغم صعوبة العمل بالطوب ونقله من مكان إلى آخر برفقة بعض زملاؤه في العمل، مشيرا إلى أن عمله يحتاج إلى مزيدا من الجهد والتعب طيلة اليوم.

وأوضح أنه يعمل كى يساعد أهله وإخوته الصغار ومساعدة والده الذى يعمل أيضا في مهنة الزراعة " بالاجرة " بسبب الظروف الاقتصادية الغير جيدة، مما جعل العمل لمثلى اجباريا وليس اختياريا أو رفاهية بسبب حالتنا الاقتصادية والاجتماعية الصعبة.

وقال سامي وليم، مدير جمعية الحياة الأفضل ببني سويف، المسؤولة عن مشروع "تحسين نوعية الحياة للأطفال العاملين المعرضين للخطر"، إن من أخطر أنواع عمالة الأطفال هي العمالة بالزراعة، مشيرا إلى أن الأطفال يتعرضون لحوادث أثناء التنقل من منازلهم بوسيلة مواصلات غير آدمية، لمقر العمل بالحقول، فضلا عن أن هناك بعض الزراعات يستخدم فيها رش المبيدات التي قد تعرض الأطفال للخطر، علاوة على تعرضهم للدغ من الزواحف التي قد تعيش في وسط الزراعات، وفقا لما جاء من شكاوى للجان حماية الطفل بالمحافظة.

وأوضح "وليم"، أن القانون المصري "126"، قانون الطفل، والدستور، لا يجرمان عمالة الأطفال بالزراعه، لأن من وجهة نظر المشرع، أن مصر بلد زراعية بطبيعتها، وكثير من الأطفال في القرى يعملون مع أسرهم في مجال الزراعه، موضحا أن هناك إعادة نظر في ذلك، لافتا إلى أن 12% من أطفال مصر يعملون في القطاع الخاص سواء كانت مصانع، زراعه أو ورش بأنواعها.

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً
عاجل
عاجل
باريس سان جيرمان لـ«أهل مصر»: لم نفاوض محمد صلاح