أحزان مستمرة داخل المنازل، وعيون تنهمر بالدموع، ولا تتوقف عن البكاء لعدة سنوات حزنا على فقدانها أغلى ما تملك فى يوم وليلة، نتيجة الحوادث المتعددة على كوبري المطاعنة التابع لقرية الحميدات شرق بإسنا جنوب محافظة الأقصر، على الطريق السريع مصر_ أسوان، الطريق الوحيد الذي يربط بين كسارة رشيدي والسيارات التي تنقل حمولتها منها، والأهالي والأطفال وطلاب المدارس الذين يعبرون الشارع يوميا من أجل قضاء مصالحهم.
يقول حسن عمران، أحد أهالي محطة المطاعنة بالقرية، أننا نعاني معاني شاقة يوميا أثناء عبورنا الطريق وخاصة عقب إزالة مطبين من الإتجاه القبلي للكوبري، والإتجاه البحري للكوبري، فى 4 أغسطس 2017 عقب وفاة محمد البي، شهيد قرية الدير، وذلك بقرار من محمد بدر، محافظ الأقصر، بحجة أنه يعطل حركة المرور، أثناء مطاردة الإرهابين، لافتا إلى أنه لم يتم إزالة مطبات القرى المجاورة كما تمت إزالة مطبات قريتهم، مما تسببت فى إزهاق العديد من الأرواح بسبب سرعة السائقين الجنونية.
ولفت عاطف عبد الشافي، أحد أهالي المطاعنة، إلى أن هذه الطريق يمثل خطورة على آلاف المواطنين لإنه يعد الطريق الوحيد لعبور عربيات نقل كسارة سلامة الرشيدي، وجرارات قصب السكر، وطلبة المدارس والأهالي المتجهة إلى إسنا من ناحية الشرق، وبالناحية الغربية يعد المخرج الوحيد لمائات المزارعين والذين تكثر مساحات اراضيهم فى هذه المنطقة حيث تصل إلى قرية الدير المجاورة لهم، ولا يوجد طريق لهم للعودة إلى منازلهم أو الذهاب لزروعهم غير هذا الكوبري.
وأكد تقادم حسين أحد الأهالي أن هذا الكوبري يعد الوسيلة الوحيدة للأهالي المقيمين بأربع نجوع والمحطة وتوابعها، مشيرا إلى أن عدم وجود مطبات بهذا الكوبري تسببت فى عجز وضعف الحركة لدى العديد من المواطنين، وعدم استطاعتهم مباشرة أعمالهم، والمشي على كراسي متحركة أو عكاز، أو عدم المقدرة على المشي منذ عدة سنوات، نتيجة تعرضهم لحادث إصطدام درجات نارية بسيارات وغيرها، من داخل القرية وخارجها بسبب السرعة الجنونية للسائقين.
وأوضح عادل إمام، إحد الأهالي أن هذه الكوبري تسبب منذ قريب فى إصابة وعجز المواطن ' ع.ا.م' والذي تعرض لحادث انقلاب توك توك، عقب اصطدامه بسيارة أثناء ذهابه من طلوع الشمس إلى الشادر لشراء بضاعته التي يكتسب منها قوت يومه ويستطيع من خلالها الإنفاق على عياله، لافتا إلى أن المصاب ظل يخضع للعديد من العمليات لمدة عام، حتى أصبح لايستطيع الحركة إلى اليوم ويجاهد أكثر من أجل الإنفاق على أسرته.
وأشار الأهالي إلى أنهم ذهبوا إلى نواب مجلس إسنا، النائب باهي أمين، عضو مجلس الشعب عن مدينة إسنا، والنائبة زينب السلايمي، لسرعة التدخل ووقف نزيف الدماء على الأسفلت، وحماية الأطفال والكبار، ووعدوهم بحل هذه المشكلة ولكن وعود لم يتم إيفائها إلى اليوم، لافتين إلى أنهم قاموا أيضا بمناشدة النائب عبد الرازق زنط، عضو مجلس البرلمان المصري، وأجابهم بأنه أرسل طلب إحاطة ولم يتم الرد عليه.
وأعرب الأهالي عن غضبهم الشديد من إهمال المسئولين لهم واللعب بهم دون النظر إلى الأرواح التي تزهق على هذا الكوبري، بقولهم ' المسئولين بيرمونا لبعض ومش خايفين علينا وكأنهم مبسوطين بالحوادث، كلمنا المجلس قلنا حل موضوعكم مش عندي، موضوعكم مع الطرق، كلمنا الطرق قالولنا موضوعكم مع المحافظة مش عندنا والنواب بيطنشونا نروح لمين ولا نفضل منتظرين دورنا فى الموت نتيجة الإهمال الشديد.
وأجاب المهندس هشام عبد الحميد محمد، بمديرية الطرق والكباري بالأقصر، والمسئول عن أعمال الرصف، وصيانة الطرق بمركز ومدينة إسنا، بأن المواصفات الفنية تنص على عدم تنفيذ أى مطبات بالطرق السريعة، مؤكدا أن السائقين الذين لم يلتزموا بالتعليمات المرورية هم السبب الرئيس فى كثرة انتشار الحوادث.
وناشد الأهالي كامل الوزيري وزير النقل والمواصلات، ورئيس هيئة الطرق والكباري، والمستشار مصطفى ألهم، محافظ الأقصر، ووكيل وزارة الطرق والكباري بالأقصر، بإغاثتهم والنظر إليهم بعين الرحمة، من كثرة الحوادث المفجعة التي يكون ضحيتها عشرآت من الشباب والشيوخ وسيدات وأطفال القرية والقرى المجاورة، مطالبين بضرورة عمل آلية رسمية على الطريق السريع بتلك المنطقة، مطبات صناعية، أو مكعبات حديدية، أو أى آلية آخرى للعمل على تهدئة السيارات المسرعة فى هذا المحور رائفة بقائدي السيارات الذين يمرون على الطريق وتخفيف للحوادث وحفاظا على أرواح المواطنين.