الشهادة فى سبيل الأوطان من أسمى وأغلى الأمانى، ووسام على صدر من ينالها ممن يضحون بأموالهم وأرواحهم، من أجل حياة غيرهم، وهذا ما فعله الشقيقان الرائد 'مصطفى حجاج حلمي'، والملازم الأول 'حلمي حجاج حلمي'، الشهير بـ'إسلام'، ابني قرية الشغب، التابعة لمركز ومدينة إسنا جنوب محافظة الأقصر، اللذين بادرا لفعل الخيرات، منذ نشأتهما، وحتى استشهادهما، حيث أسهما فى بناء مساجد، والتبرع لصالح مستشفى 57357، والتصدق بكولديرات مياه، على أرواح أصدقائهم، وغير ذلك من أعمال الخير.
افتتاح المسجد
وقام 'سيد محمد عبد الدايم' وكيل وزارة أوقاف الأقصر، اليوم الجمعة، بافتتاح مسجد الشهيدين، بالشغب، عقب الانتهاء من تجهيزه وتشطيبه كاملا، بحضور، محمد رزق، رئيس مركز ومدينة الطود، ورئيس مركز الزينية، وأعضاء المجلس باهي أمين ، وعبد الرازق زنط ، وعطالله، والعمدة تقادم، ومديري أوقاف الإدارات، وزملاء الشهداء والعديد من العمد والمشايخ، وحشد كبير من الأهالي.
وتروي الحاجة 'بهية طه محمد' والدة الشهيدين، لـ'أهل مصر' قصة بناء المسجد كاملة، قائلة :' أن صاحب فكرة إقامة هذا المسجد، هو الشهيد الأول ابني ' مصطفى' حيث أنه أخبرني قبل استشهاده بـ 6 أشهر تحديدا فى فبراير 2015 بأنه يرغب فى عمل هذه المنطقة مسجدا تقام فيه شعائر الله لموقعه الجغرافي المتميز وهو الموقع الذي يتجمع فيه أكثر عدد من المواطنين لكونه على كوبري القرية، فسيكون مصلى لجميع العابرين على الطريق ولأهل القرية، وعندما استشهد فى 18 يوليو 2015 ثاني أيام عيد الفطر أثناء استهداف كمين أبو رفاعي فى سيناء، نفس اليوم الذي تخرج فيه من الكلية الحربية عام 2009 أول عمل فكرت فيه هو تنفيذ فكرته، فبدأت أنا وأشقائه الملازم 'حلمي' ووائل، فى بناء المسجد فى ديسمبر 2015.
وأشارت' أم الشهيدين' إلى أن ابنها الملازم حلمي ، كان يحمل حجارة المسجد على أكتافه، ويعمل فيه مع العمال بجد واجتهاد وقت أجازته من أجل الإنتهاء من تشييده وجعله صدقة جارية على روح شقيقه، معتقدا أن المسجد سيكون باسم أخيه فقط، ولكن تشاء الأقدار وينال هو الآخر الشهادة فى 1 يناير 2021 إثر تعرضه لحادث أثناء عودته من الكتيبة إلى منزله، ثم توقف البناء لعدة شهور بسبب اختلافات بعض أهالي القرية على إتمام البناء وتوقفه.
وأضافت أنه عندما استشهد ابني الثاني الملازم ' حلمي' قام الشيخ أحمد الطيب بمهاتفتي لتقديم التعزية لي ودعمي ومصابرتي، ثم سألني هل ينقصنا أى شيء أخبرته بأنني لا أحتاج أى شيء سوى سماع الآذن بمسجد الشهيدين ولكن توجد عائقة تمنعني من إتمام التشطيبات للمسجد وقصيت عليه القصة كاملة، فأخبرني بأن أتي له بموافقة من الري على قطعة الأرض حتى يستطيع ضم المسجد إلى وزارة الأوقاف والمساهمة فى التشطيبات الأخيرة بدعم مادي، فقمت بالإتصال باللواء سيد واللواء علي، جمعية المحاربين القدماء وضحايا الحرب وأخبرتهم بأن مسجد الشهيدين المقام على قطعة أرض يحتاج إلى موافقة من الري فأرجو توصيل صوتي للرئيس من أجل الإنتهاء من أعمال المسجد.
وقالت 'أم الشهيدين' قام اللوائين بتوصيل مناشدتي للرئيس الذي استجاب على الفور وقام بالاتصال بوزير الري ومنحنا الموافقة، ثم عدت إلى شيخ الأزهر، الذي أوفى بوعده واتصل بوزير الأوقاف من أجل ضم المسجد للوزارة، ودعمه، ثم انتهينا من تشيد المسجد، وقمت بعمل وليمة كبيرة ودعوة جميع الناس من أجل افتتاح مسجد الشهيدين الذي تم اليوم، لافتة إلى أن ذهبت أمس إلى قبور الشهيدين وأ خبرتهما بأنها فعلت ما تمنوه فى الدنيا وأنها ستسمع الآذن خمس مرات يوميا فى مسجدهما.
ولفتت الحاجة 'بهية ' إلى أن الشهيد مصطفى كان يساهم فى التبرع لحساب 57357 حيث أنه قام بالتكفل بحجرة كاملة فى المستشفى، كما أنه كان يقوم بعمل أعمال تطوعية صدقة على أرواح الشهداء زملاؤه، من خلال عمل كوليدرات مياه عليها أسمائهم وغيرها من أفعال الخير، بينما كان الشهيد حلمي يقوم بجمع مائة جنيه من جميع كتيبته ويساعد بها لعلاج مرضى السرطان، ويقدموها هو وزملاؤه للمستشفى من أجل دعم المرضى ومساعدتهم، مشيرة إلى أن كلا أبنائها تمنى الشهادة قبل أن ينالها حيث كتب أحدهما على صورة بطاقته الشهيد حلمي حجاج قبل استشهاده بأيام، والآخر قالها لأقاربه تواصلوا معي دائما حتى تسمعوا خبر استشهادي.
واختتمت الأم الصابرة حديثها قائلة: 'هذا لم يعد المسجد الأول الذي يحمل اسم فلذات كبدي، حيث أنه يوجد مسجد آخر بالإسماعيلية بناه الشهيد مصطفى حجاج، وعندما استشهد قبل استكمال تشطيباته أكمل زملاؤه التشطيبات بعده واطلقوا عليه اسم ' مسجد الشهيد مصطفى حجاج' وتم افتتاحه رسميا، وتقام فيه الصلوات منذ 3 سنوات، لافتة إلى أن والدهما قام ببناء مسجد قبل أولاده فى التعليم وعندما عارضه البعض وأراد منع الآذان واخبروه بأنهم سيزيلون هذا المسجد قال لن تزيله قبلي إذا أردتم إزالته فأزيلوني قبله'.
تابعوا آخر أهل مصر على Google News
