أعلنت نيفين القباج، وزيرة التضامن الاجتماعي، اليوم الأحد، أسماء الأمهات الفائزات فى مسابقة الأم المثالية لعام 2022 علي مستوى محافظات الجمهورية، وجاءت «شادية حسين راشد عبد العال» من محافظة قنا، والتي تبلغ من العمر 70 عاماً، في المركز الأول على مستوى الجهورية، فيما يتعلق بالأم التي لديها أحد المشروعات الصغيرة في إطار سياسة الوزارة للتشجيع علي التمكين الاقتصادي.
5 أبناء عاش منهم 3
بدأت قصة كفاح ”شادية“ منذ الصغر، حيث خرجت من الصف الرابع الابتدائي كعادة أهل القرية في عدم تعليم البنات في ذلك الوقت ثم تعلمت الخياطة، وفي عام 1971م تزوجت من مجند في الجيش، يتقاضى جنيهين فقط، فقررت الرجوع للخياطة لمساعدة زوجها، وبعد خروج زوجها من الخدمة العسكرية بعد مرحلة مليئة بالقلق والتوتر شهد خلالها حرب أكتوبر 1973م، تم تعيينه بوزارة الري براتب 9 جنيهات، ولكنها استمرت في ممارسة مهنة الخياطة.
أنجبت «شادية» 5 أبناء عاش منهم ثلاثة فقط، قامت برعايتهم بالإضافة إلى عملها بالخياطة لمساندة الزوج فى مصاريف الدراسة والحياة المعيشية، حتى أُصيب الزوج بجلطة بالقلب، الأمر الذي أثر عليه في المشي، فظلت تساند زوجها حتى قامت بتزويج بنتها الكبرى بمحافظة البحر الأحمر، وجهزتها أفضل جهاز، وخلال تلك الفترة مرض الزوج للمرة الثانية، وتوفي عام 2000م.
واستمرت قصة كفاح «شادية» بعد وفاة زوجها، حيث كان أبناؤها في مراحل التعليم المختلفة، فكانت الابنة الثانية في انتظار نتيجتها في السنة النهائية لكلية الآداب، والابن الصغير بالصف الأول الاعدادي، فعملت الأم مدربة خياطة بمركز الفتيات التابعة للشئون الاجتماعية، وفي نفس الوقت قامت بتأجير محل لتمارس فيه مهنة الخياطة للملابس والمفروشات والستائر، حتى استكملت رسالتها مع أبنائها ووصلت بهم إلى بر الآمان، حيث حصلت الابنة عبير على ليسانس الآداب، وتعمل مديرة مدرسة، وحصل محمد على بكالوريوس تجارة، ويعمل حالياً محاسب بشركة خاصة.
فساتين للأيتام
ورغم كل الصعاب التي مرت بها الأم المثالية إلا أنه كانت لها بصمات في طريق الخير، ففي شهر رمضان تقوم بعمل فساتين أطفال بناتي للأيتام والغير قادرات مجانا، وتقوم بتوزيعها قبل العيد بأيام قليلة، وأيضا تساعد في جهاز العرائس الغير قادرات والأيتام، وتقوم أيضاً بشراء ماكينة خياطة لمن ظروفهن الاقتصادية صعبة، ويرغبن في العمل.
ولكن تأتي الرياح بما لا تشتهى السفن، فقد توفيت ابنتها الكبرى في حادث أليم تاركة لها أحفاد في عمر الزهور، فلم تتخلى الأم المكافحة عنهم بل قامت برعايتهم بعد وفاة ابنتها.