«يضم أكبر مأذنة أثرية».. حكاية مسجد عبد الرحيم القنائي الأثرى بكفر الشيخ

مسجد عبدالرحيم القنائى
مسجد عبدالرحيم القنائى

تشتهر محافظة كفر الشيخ بوجود العديد من المناطق الأثرية المنتشرة بربوع المحافظة، وبالأخص مدينة فوه، تلك المدينة الأثرية التي تحوي العديد من الأماكن الأثرية المشهورة، خاصة المساجد، حيث تعرف مدينة فوه بمدينة المساجد نظرًا لاحتوائها على ما يزيد من 300 مسجد.

ومن أهم هذه المساجد، مسجد عبدالرحيم القنائي، أحد أولياء الله الصالحين، وأحد أقطاب الصوفية، الذي ولد في المغرب عام 1127م وتحديدًا في 'ترغاى' بإقليم سبتة، تلقى العلم على يد والده في جامع ترغاي الكبير، ثم سافر لدمشق وقضى بها عامان ليعود بعدها لموطنه مرة أخرى، ويحاضر بجامع ترغاي.

نزل لقوص بمصر ومنها لقنا، حيث اعتكف لمدة عامين بخلوته وعين شيخا لقنا، ثم توجه بعدها لمدينة فوه بمحافظة كفر الشيخ لزيارة سيدى سالم أبو النجاة، وأقام في خلوة على النيل، والتي أصبحت فيما بعد موقع مسجده بمدينة فوه، وقد رحل بعد ذلك لقنا التي توفى بها عام 593 هجريًا.

ومسجد عبدالرحيم القنائي بمدينة فوه بمحافظة كفر الشيخ، لصاحبه شهرة كبيرة بمحافظتي كفر الشيخ وقنا، وسمي المسجد نسبة لاسم صاحبه، أحد أولياء الله الصالحين، ويعد ذلك المسجد من أكبر المساجد بالمدينة، كما أن مئذنته هي أكبر مئذنة أثرية، ويقصد ذلك المسجد العديد من مريدينه من كافة أنحاء الجمهورية، نظرًا لشهرته الواسعة.

بُني ذلك المسجد في القرن الثامن أو التاسع الهجري، وجدد في القرن الثانى عشر، وهو واحد من أشهر المساجد بمدينة فوه ومحافظة كفر الشيخ، يتكون المسجد من 4 واجهات حرة، و4 مداخل، أما المسجد من الداخل فهو مقسم لـ4 أروقة، وذلك عن طريق عدد من الأعمدة الرخامية والجرانيتية، والتي يحمل أحدها زخارف فرعونية، كما يوجد بجوار قبلة المسجد 3 محاريب.

ومئذنة المسجد تتميز بارتفاعها وزخارفها المتنوعة، وتعتبر تلك المئذنة كمنارة للملاحة لوقوعها على شاطىء نهر النيل بمدينة فوه، وتعتبر تلك المئذنة هي أكبر مئذنة أثرية، وكان لها استخدامان الأول لتعريف المواطنين بأوقات الصلاة، أما الثاني فكان لإعطاء الإشارة الضوئية في أوقات الحروب، لبيان ما إذا كان هناك هجمات على المدينة من عدمه، وكانت تلك المئذنة تستخدم أيضًا كمنارة للسفن التجارية.

ويضم مسجد عبدالرحيم القنائي بمدينة فوة 3 مراسيم رخامية تعود للعصر المملوكي، مرسومين يعودان لعصر الملك فرج بن برقوق، أما المرسوم الثالث فيعود لعصر السلطان الغوري، ويضم المسجد أيضًا ساعة أثرية من بين تلك الساعات التي أهداها محمد علي باشا إلى مدينة فوه بمحافظة كفر الشيخ.

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً