يعد تاريخ جبانة جبل الموتى بسيوة، ثاني أهم أثر تم الكشف عنه في محافظة مطروح بعد معبد الوحي، حيث تم اكتشافه عام 1944 أثناء الحرب العالمية الثانية.
ويقع الجبل على بعد 2 كم من الواحة، وهو عبارة عن جبل مخروطي الشكل يحتوي على آلاف المقابر المنقورة في الصخر ويرجع تاريخه خلال عصر الأسرة السادسة والعشرين، وهو يعتمد على النقوش والأثرية يتضح تاريخ الجبانة، وقد استمر الدفن في هذه الجبانة حتى العصر الروماني المتأخر البيزنطي، وهذا الجبل يحتاج إلى حملة ترويجية وسط غياب المسئولين عن السياحة بالمحافظة.
جبل الموتى
وقال مروان رمزي، باحث في الآثار من القاهرة مقيم بمطروح، إن جبل الموتى له أهميته من خلال ما يحتويه من أربع مقابر وهي مقبرة باء تحوت، ومقبرة ميسو إيزيس، ومقبرة التمساح، ومقبرة سي آمون وهي المقبرة الأجمل في تاريخ الصحراء الغربية، حيث تتضمن مناظر كاملة تترجم عقيدة المصري القديم في البعث والخلود، وأهم ما يميز هذه المقبرة المؤرخة بالعصر البطلمي هو اندماج الملامح الفنية بين الفن المصري والإغريقي الذي ظهر واضحًا من خلال المناظر المصورة على جدران المقبرة.وأضاف الباحث في الآثار، أن جبل الموتى بسيوة يصنف إحدى عجائب واحة سيوة الذي يتميز بأساطير وحكايات، وتلك هذه الأساطير التحدث عن ثبات عدد سكان منطقة الجبل والذي لا يتعدى 340 نسمة، الذي يتمثل في وفاة شيخ في المساء وفي الصباح يولد طفلًا، والعجيب أن تلك المصادفة حدثت معهم بالفعل كثيرًا، مما جعلهم يؤمنون بتلك الأسطورة بشكل كبير.
وأوضح 'رمزي'، أن الجبل يرتفع إلى أكثر من 500 متر، ذو تربة جيرية، يشبه إلى حد كبير خلية النحل ذات التي تحتوي علي عيون صغيرة، تشكلت من الحجر على هيئة صفوف منتظمة ومتتالية بشكل هندسي يشبه شكل الواحة القديمة، ويحتوي أيضا علي عدد كبير من السراديب، والتي تنتهي جميعها إلى بهو واسع تمتد منه فجوات مخصصة لدفن الموتى، وقد بلغت عدد المقابر بجبل الموتى لـ 3000 مقبرة.