«إيه ذنب ابني يتحرم من أبوه من دلوقتي، عاوزة حق مصطفى، عاوزة القصاص» بهذه الكلمات المؤلمة بدأت زوجة الشاب 'مصطفى محمد العربي بغدادي'. 41 عامًا، ابن منطقة الكرنك بالأقصر، والذي قُتل على يد سائق سوري بالسعودية، حديثها لـ «أهل مصر».
تقول الزوجة باكية، والتي كانت مقيمة مع زوجها بالسعودية وقت وقوع الحادث: 'صُدمت بنبأ إصابة زوجي عندما قام أحد أصدقائه بمهاتفتي، وإخباري بأنه تعرض لحادث وتم نقله لمستشفى بمدينة الملك سعود الطبية بالرياض، ولم يخبرني أحد بأن شاب اعتدى عليه وقتله غدرا، خوفا عليّ من الصدمة وكوني وحيدة بالغربة'.
وأضافت 'عندما ذهبت للمستشفى وجدته في حالة من التدهور والأجهزة تحاوطه من كل مكان، مما جعلني أسقط على الأرض مغشيا عليّ، وبعده لم أدرك ما يدور حولي، حتى جاءني نبأ وفاته'، لافتة إلى أنه يعمل مندوبا بإحدى الشركات السعودية منذ أكثر من 11 عاما، وأنه أدى مناسك عمرة قبل الواقعة بثلاثة أيام.
ويُوضّح شقيق الضحية، أن أخاه قُتل فى 12 مارس وتم نقله إلى مستشفى بمدينة الملك سعود الطبية بالرياض، عقب المغرب، موضحا أنه تبين أن هناك تجمعات دموية على الرئتين وتم إنعاش قلبه بالصدمات الكهربائية، إلا أنه دخل في سكتة دماغية أدت إلى وفاته عقب إصابته بيوم، وتم نقله إلى المشرحة وظل بها 9 أيام، ثم أدى أصدقائه المصريين والمواطنين السعودين عليه صلاة الجنازة أمس، بالمملكة، كما أخبرنا أحد أصدقائه المقيمين هناك، ثم وصل جثمانه صباح اليوم إلى مطار الأقصر، فى تمام الثامنة والنصف صباحا، ثم أقيمت عليه صلاة الجنازة بمسجد الرفاعي ببلدته فى التاسعة والنصف صباحا.
وأضاف شقيقه، أنه تم القبض على السوري الذي أنهى حياة شقيقه، عقب تفريغ كاميرات المراقبة بالشوارع وتم التوصل إلى الجاني من التقاط الصور لسيارته وفيديو الجريمة، مؤكدا أن السفارة المصرية تتواصل معهم لمتابعة المستجدات أولا بأول لإبلاغهم بكل جديد في القضية.
وتقول إلهام صلاح، ابنة خالة القتيل، بدموع جارفة وصرخات متعالية: 'واحد سوري ضرب ابن خالتي، المفتري زنّق عليه بقلاّب كبير، ولما بيسأله فيه إيه وحصلت بينهم مشادة والناس اتدخلت استغل ده عديم الرحمة، ونزل من عربيته وجاب آلة حادة (مفك) وضربه فى رقبته بدون شفقة ولا ضمير ولا رحمه'، لافتة إلى أنه لو كان بينه وبين ابن خالتها ثأرا لن ينهي حياته بهذه الطريقة الشنيعة ويُيتّم طفله الوحيد الذي يبلغ من العمر سنتين، ويُرمّل زوجته.
وطالبت أسرة القتيل وزوجته، السلطات والقيادات العليا بالقصاص وإعادة حق 'مصطفى' الذي لم يرتكب جُرْمًا حتى يعاقب عليه بهذه الطريقة المؤلمة، أثناء ذهابه إلى أكل عيشه، قائلين: 'إحنا مش عاوزين حاجة غير القصاص اللي هو عدل ربنا واللي قتل مصطفى بدم بارد يُعدم، ابنه ذنبه إيه يتحرم من أبوه فى السن فى ده الطفل ده لما يسأل على أبوه هنقوله إيه، عاوزين حق أبو رحيم اللي قتل غدر وظلم، القاتل السوري لازم يتعاقب'.