"مرحمتونيش وانا عايش بس ربنا هيرحمني".. رسالة مؤثرة من منتحر في سوهاج

سوهاج
سوهاج
كتب : أهل مصر

لم تكن تلك المرة الأولى التي يحاول فيها الانتحار، ولكنة فشل دون أن يُعلم غيرة بذلك، ضاقت به الدنيا بما رحُبت، واستسلم لليأس الذي تمكن منه، ونسي أن الله يدبر كل شيء، وكل شيء عنده بمقدار وميعاد.

أسامه محمد، شاب في منتصف عقده الثالث من العمر، يعمل فني كهرباء، يقطن بمدينة طهطا شمال سوهاج، قام بالتخلص من حياته عن طريق الشنق، دخلت الأسرة تطمئن عليه بعد الغياب عن عيونهم لساعات، ولكن تأتي الرياح غالبا بما لا تشتهي السفن.

عثر علية والديه وهو جثة مسجاه على الأرض في غرفته، وتظهر على رقبته علامات الخنق، ملئ الصراخ أرجاء المنطقة وتعالت الأصوات "لية يا أسامة"، ولكن لا حياة لمن تنادي، فات الاوان، وكان في عالم آخر غير عالمنا.

وتم إبلاغ الشرطة، ورجال الإسعاف وتم نقل الجثة الى مستشفى طهطا العام، وأكد والده أنه كان يعاني من اكتئاب وحالة نفسية سيئة بسبب خلافات أسرية.

وكتب "أسامة" قبل وفاته بـ 13 ساعة على صفحته بالفيس بوك " رسالة منتحر" كان نصها "انا اسف اني مكنتش الشخص اللي بتتمنو تشوفوه .. اسف اني مقدرتش ابقي اعظم حد في الارض علشان تفتخروا بيا.. اسف اني عمري ما قولت لحد فيكو اني بحبه في وشه و انا كنت في امس الحاجه اني اققول ده .. بس مش انا السبب في اني اكون بعيد .. احساسي انكو مش عايزين تسمعوني ولا تفهموني هو اللي خلاني ابعد كل يوم عنكو .. لحد ما قررت ابعد خالص".

وأضاف "أسامة" في رسالته "انت عارفه ان عمري ما قولتلك اني بحبك .. خوفت اقولك تتريقي عليا زي ما بكلمك في اي حاجه جد ..

عارف اني عمري ما حضنتك .. خايف تقولي عايز كام .. مش هتصدق لو قولتلك اني بس عايز حضن .. فهمكو الغلط ليا كان اكبر دافع علشان ابعد .. مكنتش عايز فلوس و مش عايز عربيات و مش عايز اي حاجه .. انا بس كنت عايز احس الحب .. اشوف انك موجود و فاهمنى ..انت عارف ان عمرك ما سمعتني ؟ بس المره دي بقي اسمعني علي الاقل انت متأكد اني مش عايز فلوس علشان اتسرمح في المقابر ولا عايز كفن جديد اتعايق بيه علي الميتين جمبي .. فامعلش حاول تسمع حاول تفهم كلامي و من غير ما تتعصب في بدايه الكلام و تزعق و تقفل الموضوع .. انا ديما كنت بحاول افهمك اني محتاج حد يبقي في ضهري مش حد نظراته تكسرني .. انت لو كنت قربت لحظه كنت حسيت اني متكسر من جوا وانت شايفني افشل واحد في العالم .. كنت هتفهم اني محتاج ترميم مش زيادة تكسير.. كان ممكن ترميني بنظرة بدل نظرتكوا ليا اني فاشل .. نظره مفرقتش عنيكو خلال الـ26 سنة إللي عشتها.. انت عارف اني مثلت علشان اهرب منكو .. علشان لما اهرب لاوضتي زي كل يوم اعيط و اكسر و حد يسألني اقوله دور جديد .. انت عارف بقي اني كنت عايش معاكوا برا كل يوم بدور جديد .. عارف بقي حقيقتي .. انا ايه .. اللي حاسه بيه .. كل ده كان محبوس جوا الاوضه .. والفاصل بيني و بينكو مش باب الاوضه لا الموضوع مش سطحي كده .. الفاصل كان كلامكوا .. نظراتكو و عدم احساسكو بيا.. كل مره بتسيب حجر و حجر ورا حجر عمل سور .. والسور اتقفل بقى اوضه و انتو لسه مش حاسين بحاجة .. وبالمناسبة دي مش اول محاوله للانتحار.. حتي الانتحار فشلت فيه .. بس ده فشلت فيه علشان مش عايز اوجعكوا مش عايز اضايقكوا .. كل مره بقول في حاجه هتتغير .. في حب هيظهر .. في حد هيحس بالتغيير الحاصل في ملامحي من كتر الزعل .. بس للاسف مفيش جديد .. فا ارجع تاني و احاول انتحر واقول بكرا.. يجي بكرا بس مكنش بيجي الحب .. طلع مفيش حب اصلا علشان يجي .. بس خلاص هيجي بكرا من غيري .. هشيل حملي من علي قلوبكم .. هوفر مكان علي السفرة .. هسيب اوضه فاضيه للكراكيب .. انا ماشي و مسامح و مش شايل من حد فيكو .. مش معقول هاجي ازعل منكو دلوقتي يعني .. اتمني الاقي الحب بعد ما اموت و لو بدعوه كل سنه .. انا اسف طولت عليكو بس معلش بقي ده كلام متحوش من سنيين .. افتكروا ديما ان انتو اللي دفعتوني للخطوة دي .. انتو مرحمتونيش وانا عايش .. بس اكيد ربنا هيرحمني لما اموت .. مش جاهز اقابلك انا عارف .. بس متأكد إنك أرحم وأحن منهم وهتسامحني".

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً