كانوا في الإسكندرية طلبا للرزق، وكعادة كل عام قبل عيد الفطر بأسبوع، يحزمون أمتعتهم ويسافرون في سيارتهم السوزوكي 8 راكب، إلى مسقط رأسهم في نجع الشمندى التابع لقرية أولاد نصير بدائرة مركز ومدينة سوهاج، من أجل رؤية الأهل والأحباب وقضاء العيد برفقتهم.
لم يكن الأب وزوجته واثنين من أبنائهما وشقيقه واثنتن آخران من الأسرة، على علم بأنها رحلة النهاية، كما قال المولى عز وجل في كتابه الكريم "وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ".
ولكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن، وبينما هم على عجلة من أمرهم، رغبة في الوصول قبل أذان المغرب، وفي محاولة من السائق لعبور شاحنة بمقطورة، كان الفاجعة ، حيث انقلبت السيارة على جانب الطريق أكثر من مرة حتى صارت قطعة من حديد.
توقف الطريق تماما وهرول القاصي والداني وترجل الجميع من سياراتهم رغبة في الاطمئنان على من في بطن السيارة ومحاولة إخراجهم، ولكن كان قضاء الله وقدره نفذ، توفي الأب والزوجة واثنان من أبنائهما وشقيق الزوج، وأصيبت ابنة واحد من أفراد الأسرة كان برفقتهم.
تعالت الأصوات بين الناس في محاولة إنقاذهم والاتصال بالشرطة تارة وبالإسعاف تارة أخرى، ومحاولات عديدة لتقديم الإسعافات الأولية، لمن هم على قيد الحياة.
وفي دقائق معدودة، كان رجال الشرطة و8 سيارات إسعاف على رأس الواقعة بالكيلو 80 بالطريق الصحراوي الشرقي، وتم نقل 5 جثث هامدة إلى مستشفى أخميم المركزي، واثنين مصابين إلى مستشفى سوهاج الجامعي للعلاج.
أسرة كاملة في غمضة عين، شاء القدر أن يزفوا في جنازة واحدة على 5 نعوش، وسط حالة من البكاء الشديد، حيث اتشحت القرية بالسواد كاملة كبيرا وصغيرا، قريبا وبعيدا، مسلما ومسيحيا، حزنا عليهم.
وصرحت النيابة العامة في سوهاج في صباح اليوم، بدفن كل من أحمد فؤاد عطية 44 سنة، وزوجته، زوبة علي الزهري 40 سنة، ونجليهما، كريم أحمد فؤاد 25 سنة، و عمر أحمد فؤاد 22 سنة، وفتحي فؤاد عطية 44 سنة، وتم تسليم جثثهم لأهاليهم وتمت مراسم الدفن بحضور جمع غفير من القرية والقرى المجاورة.
جدير بالذكر أن المصابين في الحادث هم كل من شيماء احمد فؤاد، 17 عام نجلة وشيقة المتوفين، مصابة بحرح قطعي بالجبهة 5 سم وسحجات وكدمات متفرقة بالجسم، و ومحمود محمد علي 30 سنة اشتباه كسر بالزراع الأيسر مع اشتباه ما بعد الارتجاج، وتحرر المحضر اللازم للعرض على النيابة الى أمرت بدفن الجثث، وجار استكمال التحقيقات.
تابعوا آخر أهل مصر على Google News
