تعد مكواة الرجل من أقدم أنواع المكواة، وهي مهنة أوشكت على الانقراض والإندثار لقلة عدد الصنايعية العاملين فيها، وتحول الكثير منهم لاستخدام المكواة البخار والتكنولوجيا المتطورة لتوفير الوقت والجهد.
والتقى «أهل مصر»، مع العم «حبشي جورجيوس» أقدم وأشهر مكوجي رجل بمدينة نجع حمادي بمحافظة قنا، صاحب الـ65 عاماً قضى منها 50 عاماً في المهنة ومازال يؤدي فيها رغم كبر سنة.
وقال «حبشي جورجيوس»، أشهر مكوجي رجل، أنه يعمل بالمهنة منذ أكثر من 50 عاما وما زال يكافح فيها من أجل لقمة العيش، لافتا إلى أنه تعلم المهنة منذ طفولته وكان عمره 15 عاماً على يد شخص يدعى «ثابت المكوجي» أحد الصنايعية آنذاك، الذي علمه أصول وأساسيات الكي، وكيفية استخدام المكواة، وتحريكها بسهولة رغم ثقل وزنها.
وأضاف «العم حبشي»، أنه أحب المهنة وتعلق بها، وأصبحت مهنته الرئيسية ومصدر رزقه، مشيراً إلى أن المكوة الرجل تعد من أفضل أنواع المكاوي؛ نظرا لقدرتها على كي الملابس بصورة جيدة، موضحا أنها تقوم بكي جميع أنواع الملابس، ولكن لكل نوع قماش درجة الحرارة الخاصة به.
وتابع: أنه يقوم بتسخين المكواة لدرجة حرارة معينة من خلال وضعها على النار لمدة ثلث ساعة على ظهرها وليس على وجهها، ثم يحملها ويضعها على الملابس ليبدأ في الكي وفرد القماش حتى يصبح جاهزاً للبس، مؤكدا أن عملية كي الجلباب الواحد تستغرق من 5 إلى 10 دقائق حسب سرعة وبطء الصنايعي.
وأشار إلى أنه كان قديماً يستخدم وابور الجاز فى البداية لتسخين المكواة، وبعد اختفائه لجأ حالياً إلى استخدام أسطوانة البوتاجاز، لافتا إلى أنه على الرغم من أن المهنة متعبة إلا أنه لا يستطيع أن يعمل بأي مكواة أخرى غير المكواة الرجل، مؤكدا أنه أفنى عمره في هذه الصنعة وسيستمر فيها طوال عمره.
وأوضح «مكوجي الرجل»، أن هناك زبون للمكواة الرجل ويأتيه زبائنه من كل مكان، مشيراً إلى أنه في فترة الثمانينات والتسعينيات كان يأتيه نواب وعمد ومشايخ البلاد لكي ملابسهم عنده، مؤكدا أنه لا يتمنى شيئاً سوى الستر والصحة من الله عز وجل.
وعن أبرز المواقف التي تعرض لها في أثناء عمله في المهنة، قال «حبشي»: 'كنت شغال مع أحد الصنايعية في الثمانينات، وكنت بايت في الدكان، وقعدت للساعة 4 الفجر، ونمت بره، وكان معايا 13 جنيه إيراد اليوم، واتسرقت مني'.