اعلان

«خُد ما يكفيك واترك لغيرك».. «ثلاجة الخير» تُحارب الجوع بتوفير الطعام والأدوية مجانًا للمحتاجين بالأقصر

ثلاجة الخير
ثلاجة الخير

'الخير فيّ وفي أمتي إلى يوم الدين'.. انطبقت هذه المقولة على أهالي إسنا الذين ضربوا أروع الأمثلة في الكرم والشعور بالآخرين والعطف على المحتاجين من خلال مبادرتهم بـ«ثلاجة الخير» التي أطلقوها تحت شعار «خد منها ما يكفيك واترك لغيرك» لمساعدة الفقراء والمحتاجين وعابري السبيل وغيرهم من الأصناف الثمانية المستحقين للصدقة والذين ورد ذكرهم في القرآن الكريم.

ويروي ' عبد الدايم محمد خضري' المعلم السابق بالتربية والتعليم وأحد أهالي مدينة إسنا جنوب محافظة الأقصر، وأحد المؤسسين لمبادرة ثلاجة الخير، لـ' أهل مصر' فكرة المبادرة، ومؤسسيها، والداعمين لها، وتعامل الأهالي معها، قائلًا :' أنه منذ ثلاث سنوات رأت زميلة لهم تدعى 'فاطمة بدران' قائدة العمل الخيري وصاحبة مبادرة «أنا والخيرين بنساعد المحتاجين» في إحدى البلدان ثلاجة متروكة في أحد المناطق وبداخلها سلع للجميع من الأسر الأولى بالرعاية والفقراء والأهالي في الشوارع فقامت بطرح الفكرة عليه هو وزميله 'حسن التروة' وعمرو العريف' ثم بدأوا بتنفيذها من خلال بوستات عن الفكرة ومطالبة الأهالي بالمساعدة في تنفيذها على إحدى مواقع التواصل الاجتماعي'فيس بوك'.

وأكد 'عبد الدايم' أن أهالي إسنا رحبوا بالفكرة جيدًا وقاموا بدعمها فور رؤيتهم لها على السويشيال ميديا، لافتًا إلى أنه قام أحد الأهالي بشراء ثلاجة والتبرع بها لتنفيذ المبادرة، وغيره بدأوا يشترون القليل من السلع على حسب مقدرتهم ويضعونها في هذه الثلاجة بالشارع بمدينة إسنا تحديدًا بشارع البحر أمام كمين السياحة، وبجوار المسجد العتيق، واضعين عليها لاصقة مكتوب عليها 'خذ منها ما يكفيك واترك لغيرك' ثم وفر مجموعة من محبي العمل الخيري 2 ديب فريزر وثلاجة لسد احتياجات أكبر عدد من المستحقين.

وأوضح أن الثلاجة الأساسية تحمل بداخلها جبنة وأرز ومكرونة صلصة، وأكياس خضار مجمد، فاصوليا، لوبيا، عدس، ولبن وزيت وكمامات، وأجهزة لقياس نسبة الأكسجين وأجهزة إيموبليزر وتنفس، بينما تحمل الثلاجة الديب فريزر، عصائر للأطفال، وأكياس فول مجمد وأسماك ولحوم ومجمدات، ويتم تخزين بقية السلع فى الفريزر الثالث للحفاظ عليها من التلف، مشيرًا إلى أن العديد من المحتاجين يمرون يوميًا ويأخذون من الثلاجة ما يؤيهم ويسد حاجتهم ويعفهم عن السؤال ويحميهم من الجوع.

ولفت صاحب العمل الخيري، إلى أن هناك من المواطنين من استغل هذه الثلاجة، وبدأ يتردد عليها ويأخذ منها العديد من السلع بدون معيار محدد، بالرغم من يسر حالته وعدم احتياجه، مما جعلهم يضعون عليها أقفالا ويتبادلون على حراصتها هو وزميله، طوال اليوم، ويشرفون على تقديم السلع والمتطلبات للمستحقين، الذين يعرفونهم من الجيران والمدينة والقرى المجاورة، موضحًا أنهم يعلمون المستحق من غير المستحق بالسؤال عنه أو علامة تدل على احتياجه كزوجة أرملة تعول أطفال أو مطلقة أو أيتام أو مريض به عاهة أو غير ذلك من المستحقين، حيث أنهم يبحثون عن المستحقين الفعليين الذين في منازلهم ويصلون إليهم بكل ما يحتاجون قدر الإمكان.

وقال أن :' الأهالي الأكثر فقرًا نحن نقوم بإيصال الوجبات والسلع الغذائية إلى منازلهم يوميًا، كما أننا نقوم بتوفير بعض النقود إليهم وبعض احتياجاتهم الآخرى غير الملبس، لافتًا إلى أنه تردد عليهم قبل العيد أطفال أيتام يزيلون القمامة من الشوارع مقابل أن ينفقوا على أنفسهم وفور علمهم بالثلاجة بدأوا يأخذون منها ما يسد حاجاتهم، فقام أصحاب ثلاجة الخير بالتواصل مع هؤلاء الأطفال وتوفير وجبات أساسية لهم يوميًا، ثم شراء ماكينة غزل البنات، ومنحها لهؤلاء الأطفال ووالدتهم من أجل أن يكسبوا منها نقودًا ويستطيعوا الإنفاق على أنفسهم.

وأضاف أن هذا العمل الخيري لم يقتصر على تبرعات الكبار فقط، بل هناك العديد من الأطفال الصغار يشاركون في هذا العمل الخيري من خلال قيامهم بالتبرع بالبسكويت الذين يعطوه لهم تغذية بالمدارس، فبعض الطلاب يتبرعون به وقت عودتهم من المدارس يضعوه بالثلاجة ويمشوا ثم يأتي محتاجًا أو عابري سبيل يأخذه.

وأكد أن أهل الخير يقدمون لهم مظاريف بداخلها مبالغ مناسبة لتوزيعها على المستحقين في منازلهم طوال العام وتزداد خلال شهر رمضان المبارك، وكذلك أجهزة لقياس نسب الأكسجين والدم والسكر لدعم الجميع بالمجان تمامًا حتى في المجال الصحي.

واختتم حديثه بأن هناك من المتطوعين لعمل الخير من يقوموا بتوفير وجبات لهم لوضعها بالثلاجة كالحاجة فاطمة بدران ومحمود حسن ورضا منصور، ومحمد حمدي بيومي، حيث أنهم يقوموا بتوفير وجبات ساخنة ومطبوخة لكي يتم توزيعها على الأهالي والفقراء والأسر في المنازل من المستحقين، مناشدًا جميع المترددين أن يكون لديهم قناعة حتى لا يحرمون غيرهم، حيث أن كل شيئ موجود ويكفي الجميع بشرط القناعة والرضا بالقليل.

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً