تتميز محافظة كفر الشيخ بمراكزها المختلفة بوجود الكثير من الأماكن الأثرية الشهيرة، وتتنوع تلك المناطق الأثرية ما بين الأثار الإسلامية والفرعونية وغير ذلك، وللمحافظة مكانة أثرية كبيرة لما تحتويه من أماكن أثرية لها قيمتها الفريدة.
ومن بين تلك الأماكن الأثرية التي تحظى بمكانة كبيرة فى محافظة كفر الشيخ تل الفراعين الواقعة بقرية ابطو بمركز دسوق، وتلك المنطقة كانت عاصمة الوجه البحري فى عصر ما قبل التاريخ، وتعرف حاليا بتل الفراعين.
وتعد تلك المنطقة واحدة من أهم المزارات السياحية بشمال الدلتا وبالأخص داخل محافظة كفر الشيخ، وتحرص كثير من الوفود السياحية من جميع دول العالم على زيارتها نظرا لمكانتها الأثرية الكبيرة، وتضم تلك المنطقة بين جنباتها العديد من القطع الأثرية التى تم اكتشافها، إذ كانت تلك المنطقة هى 'بوتو' عاصمة مملكة الشمال.
ومن بين القطع الأثرية الموجودة بالمنطقة تمثالان على هيئة أبو الهول صنعًا من البازلت ويعودان للأسرة الـ29 الفرعونية، تمثال حورس الصقر، تمثال للملك رمسيس الثانى يقف ممسكا بيده اليسرى إحدى العصا المقدسة ويرتدى زيا كهنوتيا، ومن بين القطع الأثرية أيضا لوحة للملك شاشانق الأول وهو من الأسرة الفرعونية وتلك اللوحة مصنوعة من الجرانيت الوردى.
تمثال مزدوج للملك رمسيس الثانى وسخمت، لوحة من الجرانيت الأسود تعود لعصر الملك تحتمس الثانى من عصر الأسرة ال13، تمثال للملك نفرتيتى الأول من الأسرة ال29، لوحة من الكوارتزيت للملك بسماتيك الثانى، وغير ذلك قطع أثرية يضمها تل الفراعين بمحافظة كفر الشيخ.
يقع 'تل الفراعين' على مساحة 176 فدانا بالشمال الشرقى لمدينة دسوق، ويزخر ذلك المكان بالمواقع الأثرية العديدة ومن بينها معبد الإلهة 'واجت'، وتضم المدينة 'بوتو' جبانة بوتو العظيمة التى عُثر بداخلها على آلاف من التوابيت والتمائم والحٌلى، وتؤكد الكتابات الأثرية أن هناك معابد للإله حور والإلهة إيزيس وغيرهم بمنطقة المعابد، ولكنه لم يتم اكتشاف سوى معبد الإلهة واجت.
وتعد مدينة بوتو واحدة من المدن المقدسة لدى المصريين القدماء، وعاصمة ممكلة الشمال، وتبعد تلك المنطقة الأثرية عن عاصمة المحافظة بقرابة 24 كيلو مترا، وكان الفراعين يأتون إليها لإتمام مراسم التتويج ما كان يضفي الشرعية إليهم، ويوجد بها مخزن متحفى لجمع الآثار، عُرض عدد كبير منها بالمتحف القومى بكفر الشيخ بعد إنشائه وافتتاحه.
ولقد حظيت تلك المنطقة باهتمام بعثات الحفر العلمية بدء من البعثة الإنجليزية التى بدأت العمل فى الموقع من عام 1964 ولمدة 5 أعوام، ثم فى عام 1982 كانت البعثة المشتركة من كلية الآداب بجامعة طنطا وهيئة الآثار المصرية، كما كانت بعثة المعهد الألمانى للآثار التى عملت بالموقع منذ عام 1982، وغير ذلك من البعثات التى عملت فى المنطقة.
وفى العام الماضى تم الإعلان عن كشف أثرى جديد بمنطقة تل الفراعين حيث عثر على أدوات كانت تستخدم فى أداء الشعائر الدينية، إذ عُثر على أدوات كانت تستخدم فى أداء شعائر وطقوس الخدمة اليومية الدينية للمعبودة 'حتحور'.
كما تم اكتشاف مبنى ضخم من الحجر الجيرى المصقول والذى يمثل بئرا للماء المقدس الذى يستخدم فى الطقوس اليومية، كذا الكشف عن الطبقات العليا للتل من حمام بطلمى مصنوع من الطوب الأحمر وعليه طبقة بلاط، والحمام كله يخضع لدورة مائية بمستوى عال من حيث التزويد بالمياه وصرفه للخارج.