يلجأ كل إنسان إلى مهنة يتقوت منها، وينفق من مكتسباتها على أسرته، فالبعض يلتحق بمهنة ثابتة، والآخرون يعملون يوما بيوم، فلا يجد ما ينفقه في بعض الأوقات.
وكثير من العمال يلتحقون بمهن شاقة ومتعبة، ومن أشهرها، مهنة 'عمال الخرسانة'، فهي منتشرة في جميع أرجاء البلاد، في القرى والمدن، ولا يمكن الاستغناء عنها.
مهنة 'عمال الخرسانة' يعاني العاملون بها كثيرا، لأنها تحتاج الى جهد كبير وقوة بدنية وصبر من اجل الاستمرار في العمل بها، وكثيرهم لا يمتلك مهنة غيرها، بسبب قلة فرص العمل، وبالرغم من متاعبها ومشقة العمل بها الا انهم يستمرون فيها من أجل الحصول على بعض الجنيهات للإنفاق على أنفسهم وأُسرهم.
يقول احمد زناتي، 51 عاما، عامل باليومية في مهنة الخرسانة، أنه لا يجد ما يعمل به الا تلك المهنة الشاقة، وكثيرا ما يبحث عن غيرها ولا يجد ما يناسبه، فمنذ نشأته والتحق بها برفقة بعض جيرانه وأصدقائه، كونوا فريق عمل يعملون سويا في النازل الريفية وفي بعض الوحدات السكنية الخاصة بالأهالي في المدن.
وأضاف زناتي، أن تلك المهنة شاقة بمعنى الكلمة ومتعبة، ولا يتحملها الكثيرون، الا من يمتلك صبرا طويلا، أو من أجبرته الظروف للعمل بها من أجل لقمة العيش.
ويؤكد كباري احمد، 37 عام، حاصل على دبلوم فني، ويعمل بالخرسانة أنه يعمل في الخرسانة منذ بداية الثانوية، وأكمل العمل بها بعد الانتهاء من تعليمة الفني، ولكنها غير منتظمة، فربما يعمل يوم في الاسبوع أو أثنان أو ثلاث أو أقل أو يزيد قليلا، وفي بعض الاسابيع لا يجدون العمل.
وأضاف أن تلك المهنة تنشط صيفا تحت أشعة الشمس الحارقة التي تأكل جلود الاجسام، وتلحس الرؤوس، مما يعرضهم للتعب والمرض في بعض الاحيان.
وقال كباري، أن العائد من عمل اليومية من الخرسانة ليس كبير، فقد يصل 100 جنية أو 150 جنية، وهذا غير مستمر على مدار الاسبوع ولكن العمل بتلك المهنة غير منتظم، مما يجعل العاملين بها الى البحث عن مصدر رزق أخر، حتى يتمكنوا من الانفاق على متطلباتهم.
وأشار زناتي، أن كثير من الشباب الذين يعملون في تلك المهنة مجبرين على ذلك فلا يوجد ما يناسبهم غيرها، وإن لم يعمل بها لن يتمكن من الانفاق على أسرته والحصول على لقمة العيش، ويكون معرض وأسرته لصعوبات في المعيشة، بمعنى أكثر وضوحا 'لو مشتغلناش مش هناكل عيش'.
وتمنى العاملون بمهنة 'الخرسانة' أن يكون لهم نقابة مثل غيرهم من المهن الأخرى، حيث يتمكنون من الحصول على معاش بعد كبر السن وعدم المقدرة على العمل في الكبر، ويتمنون ألا يعمل أبنائهم بتلك المهنة أو تجبرهم الظروف عليها.
تابعوا آخر أهل مصر على Google News
