افتتح اللواء طارق الفقي محافظ سوهاج، اليوم، أعمال تطوير مكتبة رائد التنوير 'رفاعة رافع الطهطاوي'، بتكلفة بلغت 3 ملايين و 960 ألف جنيه، وذلك ضمن خطة المحافظة لوضع المكتبة في المكانة اللائقة بها، كونها مكتبة تراثية تضم مخطوطات تاريخية نادرة، وذلك بالتوازي مع اهتمام القيادة السياسية، وتوجهات الدولة للحفاظ على التراث الحضاري، والمباني ذات الطراز المعماري الفريد.
حضر الافتتاح كل من أحمد سامي القاضي نائب محافظ سوهاج، وعدلي أبو عقيل رئيس مركز ومدينة سوهاج، وجلال أبو الدهب وكيل وزارة الثقافة بسوهاج، ورأفت زكى مدير المكتبة، والمهندسة عبير الطبيب مدير التنسيق الحضاري بالمحافظة.
وأكد محافظ سوهاج على تبنيه فكرة تطوير مكتبة 'رفاعة الطهطاوي' منذ زيارته الأولى لها، كأحد أهم وأعرق مكتبات المحافظة، والعمل على توفير الاعتمادات المالية المطلوبة لأعمال التطوير، وأن تتم الأعمال على أعلى مستوى تحت الإشراف المباشر للتنسيق الحضاري بالمحافظة؛ وذلك للحفاظ على القيمة التاريخية والطابع المعماري لمبنى مجلس مدينة سوهاج، الذي تقع به المكتبة، وبما يليق باسم العالم الجليل 'رفاعة رافع الطهطاوي'، حيث استغرقت أعمال التطوير ٤ شهور.
وكشف 'الفقي' عن المعوقات والتحديات التي واجهت أعمال التطوير، وفي مقدمتها الحفاظ على النمط والطراز المعماري المميز لمبنى مجلس المدينة، حيث إنه مبنى مسجل ضمن كشوف الحصر للمباني ذات الطراز المعماري المميز، في ضوء النظام الإنشائي القديم للمبنى (حوائط حاملة)، والتي يصعب معها إدخال أية تعديلات تقنية بالمكتبة، إلا أنه تم التغلب عليها جميعا بالأساليب المعمارية والإنشائية الحديثة؛ للوصول للحد المناسب والمرضى، وتهيئة المكتبة لمرحلة التحول الرقمي.
ومن جانبه أوضح مدير مكتبة 'رفاعة رافع الطهطاوي'، أن المكتبة واحدة من أكبر ثلاث مكتبات أثرية على مستوى الجمهورية، وأحد المعالم الحضارية بمحافظة سوهاج بل والعالم العربي كله، حيث تضم المكتبة العتيقة 1437 مخطوطا نادرا، ويصل عدد المطبوعات بها إلى 16 ألف مطبوعة، فضلًا عن عدد من الكتب والمجلدات الهامة، وأمهات الكتب والمخطوطات في شتى المجالات التاريخية والثقافية والعلمية، والتي يرجع عمرها لأكثر من 300 عام، لمؤلفين عاشوا في القرون الماضية، وتحدثوا بين طياتها عن العلوم الثقافية والطبية والاجتماعية والسياسية والفقهية والإنسانية، كما تضم المكتبة العديد من النوادر الخطية، وأمهات الكتب التي لا يوجد لها مثيل في أي مكتبة أخرى بالعالم، ومنها مخطوطات عتيقة ترجع إلى القرن الرابع الهجري 398ه، وأخرى كتبت بأيدي مؤلفيها أنفسهم، إلى جانب مؤلفات الشيخ 'رفاعة الطهطاوي'، وشيخه 'حسن العطار' شيخ الأزهر الشريف.