اعتادت أن تقوم بحلاقة شعر شقيقها منذ الصغر، وهي لم تكن تدري بأنها تتدرب على المهنة، فكانت تشعر بالسعادة عندما تجد نفسها قامت بعمل 'الحلاق الرجالي'، وهو شىء غريب في المجتمع المصري، لكنه ليس مرفوض.
قالت 'غرام'، الفتاة البورسعيدية لـ'أهل مصر': دائما تراودني فكرة أن أعمل في شىء مختلف عن ما تقوم به السيدات من أعمال، اعتدت أن أمتهن مهنة الرجال لأشعر بالقوة، فقد عملت في مقهى، وكنت أنا الفتاة الوحيدة التي تعمل به، طالما أستطيع أن أُحافظ على نفسى فلن أخشى من شىء.
وأضافت 'غرام'، مرت الأيام وأنا أتعلم كل ما هو جديد 'الموضة' في قص الشعر الرجال عن طريق 'اليوتيوب'، متابعة: 'قلت أستغل شغفي وحبى لتلك المهنة فعرضت الفكرة فى بداية الأمر على المحامي المقرب للأسرة، وقلت له أريد تعلم الحلاقة، فدعمني واصطحبني إلى محل الكوافير الخاص به، واقترح على الحلاق الذي يعمل بالمحل أن يعلمني وفعلا كنت أذهب لأتعلم بعد انتهائه من العمل'.
أول شخص حلقت له هو من علمني
وتابعت 'غرام'، حديثها قائلة: 'بدأت أتعلم مسك الموس وماكينة الحلاقة وتغيير (كافر الماكينة)، وكنت كالتلميذة فالحلاق يأتي للمنزل لتعليمى الحلاقة حتى تعلمت بالفعل، وكان أول شخص حلقت له هو من علمني، تعلمت قصات شعر متنوعة كانت في بدايتها صعبة ولكن مع متابعتى لكل ما هو جديد وموضة جعلني أنجح في اتقان المهنة'.
النقد حافز للنجاح
واستطردت 'غرام': العمل ليس عيبًا، وقد واجهت نقد كبير على مواقع التواصل الاجتماعى بسبب عملي كـ' كوافير رجالي'، ومع ذلك لن أيأس ولن أتراجع، بل بالعكس سوف يكون هذا النقد حافز كبير للنجاح وأحلم بأن يكون لدي محل خاص، حتى أستطيع مواصلة مجهودي مع ابنتي لأن ظروف الحياة صعبة، وتحتاج إلى متطلبات كثيرة، وأنا أريد أكون السند لابنتى حتى أحقق لها كل ما تتمناه.
ووجهت 'غرام' رسالة لكل من ينتقدها، قائلة: 'العمل ليس عيبًا، مد يدك للعمل ولا تمد يدك للتسول، ولا تنتظر أن يعطف عليك أحد طالما لديك المقدرة والصحة للعمل، فالمرأة أثبتت أنها تستطيع أن تعمل في كل شىء فقد عملت سائقة تاكسي، وعملت في المعمار، والنقاشة، ووقفت في الأسواق تبيع جميع أنواع السلع دون كلل أو ملل، فالست الجدعة لا تنظر إلى اللبن المسكوب بل تحاول أن تنقذ الكوب قبل وقوعه'.