لم يتعد عمره 14 عاما، إلا أنه ضرب أروع الأمثلة في دعم المقبلين عن الزواج والتخفيف من الأعباء الملقاة على كاهلهم، وعلى عكس أقرانه في مثل هذا العمر، فكر في طريقة لرسم البسمة على وجووه غير القادرين على تصوير الأفراح، ثم هداه تفكيره إلى إطلاق مبادرة ليحتذي بها غيره في مجال التصوير، إنه معتصم القاضي ابن محافظة الأقصر.
معتصم القاضي
مبادرة تصوير مجانا بالأقصر
ويقول 'معتصم القاضي' ابن منطقة المنشية بالأقصر والذي يبلغ من العمر 13 عاما لـ ' أهل مصر': إنني أعمل فى التصوير الفوتوغرافي منذ أكثر من عام، حيث أنني تعلمت هذه المهنة من خلال بحثي على قنوات اليوتيوب عن برامج تعليم التصوير وبدأت أطور من نفسي شيئا فشيئا، وأطبق ذلك على أرض الواقع من خلال كاميرتي الصغيرة المتواضعة التي أهداها إلي والدي من فترة عندما نجحت فى الشهادة الابتدائية بمجموع كبير، فبدأت أذهب لأفراح أقاربي وأقوم بتصويرهم وتصوير العرائس حتى شهد لي العديد بالبراعة فى التصوير.
معتصم القاضي
الفوتوغرافي الصغير يلتحق بالدورات التدريبية
وأضاف الفوتوغرافي الصغير أنه عندما وجد العديد يشكر فى تصويره، بدأ يلتحق بالدورات التدريبية كي يطور من نفسه، وينمي موهبته فى التصوير، مشيرا إلى أنه يدخر جزء من وقته لمذاكرته دروس مواد الصف الثاني الإعدادي، حتى لا يجعل التصوير يؤثر على مستقبله فى الدراسة.
معاناة الشباب مع تكاليف الزواج
وأوضح ' معتصم' أنه عندما وجد كل شيء يرتفع سعره في الفترة الأخيرة وأنه يتابع على السوشيال ميديا العديد من الشباب يعبرون عن معاناتهم مع الزواج بسبب التكاليف والغلاء فى كل شيء، حتى تصوير حفلات الزفاف الذي وصل سعره إلى 2000 جنيه بداخل القاعات بالإضافة إلى سعر السيشن خارج القاعة والذي يبلغ حوالي 1000 جنيه، ففكر أنه يطلق مبادرة اجتماعية تحمل اسم 'أسعدهم وصورهم' لتصوير العرائس الأيتام، وأيضا غير المقتدرين على دفع تكاليف التصوير، مؤكدا أن الهدف الرئيسي من مبادرته هو دعم غير القادرين بدون مقابل بشكل سري، وإسعادهم ومساعدتهم على مواجهة المغالاة في تكاليف الزواج خاصة في مثل هذه الظروف الاقتصادية التي يعاني منها العالم أجمع.
مبادرة أسعدهم وصورهم
وتابع الصغير المحترف حديثه، قائلا:' أنني طرحت على مواقع التواصل الاجتماعي فكرة التصوير «فوتوسيشن» بالمجان للعرائس غير القادرين، وبدون أي مقابل حتى التصوير داخل قاعات الأفراح التي تستمر لنهاية الليل، وذلك لتخفيف تكاليف الزواج بقدر الإمكان، وخاصة أن سعر تكاليف التصوير في قاعات الأفراح الآن تتخطى الألفين جنيه وأكثر، موضحا أن فكرته لاقت تفاعلا كبيرا من المواطنين مما شجعه ذلك على الاستمرار فى مبادرته.
رحلة مع التصوير
ولفت إلى أن التصوير هو هوايته المفضلة، والتي يشعر بأنها تنمو بداخله يوما بعد يوم وتجعله يتمسك بها أكثر، ويتمنى أن يصبح مصمم ومبرمج كمبيوتر فى المستقبل، وتنجح مبادرته ويقوم العديد من الشباب القادرين على مساعدة الغير بدعمهم سواء فى التصوير أو غيره حتى يعيش الجميع حياة سعيدة.
دعم الأيتام وغير القادرين بمبادرات مجانية
واختتم: أتمنى أن تصل مبادرتى وفكرتي لكل المصورين فى جميع أنحاء الأقصر والقرى المجاورة لتصوير غير المقتدرين بالمجان، ولخفض أسعار التصوير، إيمانا منهم بفكرة المساعدة خلال هذه الأيام خاصة مع زيادة كافة الأسعار في كافة المجالات والسلع اليومية، ومع ذلك يذهب إلى أي مكان في حالة التواصل معه من قبل الزواج أو الزوجة على مواقع التوصل الاجتماعي ويلبي رغبتهم فورًا في التصوير بالمجان.