ودع أهالي مدينة الزقازيق في محافظة الشرقية، جثمان الجراح الدكتور عاطف عبد النبي، والمعروف بينهم بـ طبيب الغلابة؛ نظرًا لمواقفه الإنسانية وشعوره بالمواطنين وحرصه في تخفيف الأعباء المعيشية عن كاهلهم، وسط حالة من الحزن والانهيار سيطرت علي أسرته ومحبيه، وتم دفنه بمثواه الأخير بمسقط رأسه في قرية مشتول القاضي بمقابر العائلة.
جنازة الدكتور عاطف عبدالنبي
جيران طبيب الغلابة: كان كشفه لايتعدي 10 جنيهات
وقال الدكتور عجمي محمد عجمي عضو هيئة تدريس بكلية التربية الرياضية، أحد جيران، طبيب الغلابة، إن الدكتور الجراح عاطف عبدالنبي، أعرفه منذ أن كان بالثانوية العامة وكان متفوقًا دائمًا في دراسته، ونشهد له بدماثة وحسن الخلق، مضيفًا أنه استمر لفترة كبيرة لا يتعدى كشفه 10 جنيهات ومع ارتفاع الأسعار في جميع العيادات وغيرها زاد بنسبة بسيطة ليصل كشفه قبل مماته بفترة بسيطة إلي 32 جنيه، لشعوره بالمواطنين والتخفيف عن كاهلهم.
جنازة الدكتور عاطف عبدالنبي
مساعد طبيب الغلابة: لم يرد مريض نهائيا رغم ظروفه الصحية
من جانبه قال 'جمال' موظف بأحد المصالح الحكومية، ويعمل مع الدكتور عاطف عبدالنبي في عيادته منذ 15 عاما، أنه ملقب بـ'طبيب الغلابة'؛ نظرًا لمواقفه الإنسانية مع البسطاء، مشيرا إلى أنه طوال فترة حياته 'لم يرفض الكشف علي مريض يومًا ما أو يرده نهائيًا حتي قبل مماته وخلال فترة مرضه الأخيرة وما يعانيه من ظروف صحية'.
وأوضح 'جمال' خلال حديثه: 'رغم معاناته من مرضه ويجلس علي كرسي متحرك إلا أنه لم يتأخر يومًا في مد يد العون لأي مريض حتي لو لم يكن يمتلك قيمة الكشف البسيطة 'عمره ما كان بيرد مريض ولا بيفاصل في فلوسه، اللي مع المريض يدفعه حتى لو أقل من ثمنه، كل الشرقية وبالأخص الزقازيق فقدوه'.
واستكمل 'جمال': 'من الدكاترة القلائل التي لديها رحمة وتشعر بالمواطنين وخاصة البسطاء'، لافتًا إلى أن بعض المواطنين من جنسيات أخري كانوا يتوجهون لعيادته للكشف عليهم 'معاك ادفع ممعكش ما تدفعش، وكان كله خير'؛ لما كان مريض مش قادر يتحرك كان بيطلب من المريض يجيله باستحياء، كان في عز مرضه وعلى كرسي متحرك ومش بيتأخر على المريض، اتعلمنا منه كتير وأكتر حاجة الصبر، كان دايمًا يقولي اصبر والتمس لأخيك المسلم ألف عذر، كان دايمًا يقولي متمنعش حد يدخلي حتى لو مش معاه تمن الكشف'.
وتابع مساعد طبيب الغلابة: 'كان بيخاف ربنا في المريض قبل ما المريض يخاف على نفسه، وكان رحيم جدًا بالمرضى وحنين عليهم وحريص يكشف عليهم بكل أمانة وخوف عليهم، وهو مريض ينزل للعيادة ولما نتكلم معاه يريح نفسه يقول 'إغاثة الملهوف'.
واختتم حديث: 'من مواقفه الإنسانية، كان المرضى يدفعوا الكشف برة لما يدخلوا جوة يرجعلهم تمن الكشف'.