يحتفل أهالي محافظة قنا، في هذه الأيام، بذكرى مولد سيدي عبدالرحيم القنائي، من خلال العديد من المظاهر أبرزها 'المرماح' الذي يُقام في ساحات واسعة يتنافس فيها الخيالة والفرسان فيما بينهم، وهي عادة صعيدية أصيلة توارثها أبناء قنا عبر العصور في الموالد، إحياءً لذكرى أولياء الله الصالحين والاحتفاء بالمناسبات الدينية
جانب من المرماح
الاحتفال بمولد سيدي عبد الرحيم القنائي
ففي غرة شهر شعبان من كل عام تبدأ محافظة قنا الاحتفال بمولد سيدي عبدالرحيم القنائي، شيخها وصاحب المسجد والمقام الكبير في مدينة قنا، والملقب بـ أسد الرجال، حيث يُقيم الفرسان والخيالة 'المرماح'، فيخرج الفرسان على ظهر خيولهم قاصدين الساحات الكبيرة التي تم تخصيصها لإقامة الاحتفال، لاستعراض مهاراتهم في ركوب الخيل على أنغام المزمار والطبل البلدي، حيث يشارك في المرماح فرسان من محافظة قنا وأخرون من المحافظات الأخرى، قد يصل عددهم لأكثر من 500 خيال.
جانب من المرماح
المرماح أبرز مظاهر الاحتفال بمولد القنائي
وقبل بدء المرماح بعدة أيام يتم توجيه الدعوة إلى الفرسان للمشاركة في السباق، حتى يمكنهم تجهيز أنفسهم وخيولهم للمشاركة في المرماح، في المقابل يتم أيضًا تجهيز ساحة المرماح بحيث تكون أرض مستوية حتى لا تعيق حركة الحصان، وواسعة حتى تستوعب الفرسان وخيولهم والأهالي الذين يشاهدون المرماح.
جانب من المرماح
المرماح على أنغام المزمار البلدي
ويبدأ المرماح عقب صلاة العصر مع أنغام المزمار والطبل البلدي، لتحفيز وتشجيع الفرسان والخيول، وينزل الفرسان إلى ساحة المرماح لاستعراض مهاراتهم في ركوب الخيل، وتنفيذ بعض الفقرات كالتربيعة والمشوار واستعراض الخيل في حلقات دائرية والرقص بالخيول المدربة على المزمار الصعيدي.
جانب من المرماح
طقوس وحركات داخل المرماح
وأوضح حازم طايع، خيال، أن المرماح يبدأ بنغمات المزمار البلدي، في حلقة دائرية ينزل فيها كل فارس ممتطيًا حصانه وممسكًا بـ زانة من الخيزران طولها قرابة 3 أمتار، تساعده في التحكم والسيطرة على الحصان، مضيفًا أن هناك طقوس وحركات داخل المرماح منها 'المشلاوية' وهي السير في حركة دائرية بالدوران حول بعضهم البعض، و'النقوط' وهو إعطاء النقود لفرقة المزمار.
جانب من المرماح
الحرص على اقتناء الخيول
وأشار إلى أنه يُشارك في المرماح المئات من الفرسان من أبناء محافظة قنا والمحافظات الأخرى في جو يسوده الحب والمودة والسعادة بين الجميع، مؤكدًا أن أهالي الصعيد وخاصة محافظة قنا يحرصون على اقتناء الخيول العربية الأصيلة، لافتًا أن الخيل معروف بحبه للموسيقى والرقص على أنغام المزمار البلدي.