بعيدًا عن تكاليف الكهرباء الباهظة والتطورات الحديثة لصناعة الكنافة البلدي، مازال العديد من المواطنين والأهالي بمحافظة بني سويف، يحافظون على إقامة الأفران البلدي المصنوعة يدويًا من 'الطين' للحصول على الكنافة البلدي بروائحها القديمة الممتدة إلى عشرات السنين.
ففي خلال هذا التقرير تبحر 'أهل مصر' مع أحد مصنعي الكنافة البلدي بمحافظة بني سويف، من خلال إقامة الفرن البلدي المقام بالطين البلدي المعروف 'بالفرن المحروق' كاشفًا أهم أسرار الصنعة، مشيرًا إلى أهم خطوات إنشاؤه وكيفية الاستعداد لاستقبال شهر رمضان المبارك وعملية البيع للمواطنين.
الفرن البلدي المحروق له ذكريات الماضي الجميل
يقول أحمد إبراهيم، أحد الأهالي بمحافظة بني سويف، وأحد مصنعى الكنافة البلدى من خلال إنشاء ' الفرن البلدى بالطين ' إن للفرن البلدى له ذكريات من الماضى الجميل، بعيد عن التكلفة العالية والباهظة التى تعود إلى تكاليف الكهرباء الباهظة فى ظل الظروف الحالية التي يتم محاسبة استخدام الكهرباء بالكيلو، مما يستلزم مزيدا من التكاليف على من يريدون الحصول على لقمة العيش خلال الشهر الفضيل.
مكونات الفرن البلدي المحروق
وأوضح أن الفرن البلدي المحروق 'الطين' يتم إنشاؤه من صفوف من الطوب اللبن أو الطوب الأحمر أو بعض 'البلك' مثبت فوقها صاج حديدي قطره ما يقارب 110 سم على شكل دائري لصناعة الكنافة البلدي وفتحة فى الأسفل يوضع فيها البوص والحطب الذى يستخدم فى إشعال النار لتسوية الكنافة بالإضافة إلى كوب مثقوب المسمى ' كوز '، وكلها أدوات سهلة الاستخدام، قليلة التكاليف المالية.
وأشار إلى أن الكوز اليدوى المستخدم في الفرن البلدى المحروق 'الطين' يتم من خلاله توزيع العجين السائل على صينية الفرن لصنع الكنافة البلدى، التى تصنع بروائح الماضى الجميل، لافتا إلى وجود مريدينها ومحبينها من الأهالي بالقرى وأيضًا العديد من المواطنين بالمدن، خاصة وأن صناعة الكنافة البلدي تعد من الصناعات الغذائية الشعبية الأولى خلال شهر رمضان ببني سويف.
وأكد على أن الكنافة البلدي لها طعم آخر وسعرها في متناول الجميع، فضلًا عن سهولة تجهيزها من خلال إضافة فقط سمن وسكر وتصبح جاهزة للبيع واستخدامها في المنازل، عكس الكنافة الآلية التى تحتاج من أجل تجهيزها مسكرات وشربات، والوقوف أمام الصاج والفرن المحروق وغرف كمية من العجينة والمجهزة من الماء والدقيق من الكوز هو شبيه بالكوب ذات فتحات متفرعة من أسفله، لتستقبل حرارة الفرن بشكل دائرى منتظم على صاج الحديدي أعلى الفرن.
الاستعداد قبل شهر رمضان بأسبوع
وأشار إلى أن عملية الاستعداد وتجهيز الفرن البلدي المحروق تتم من خلال اختيار أحد الأماكن قبل 5 أو 7 أيام من بداية شهر رمضان، وإعداد مكان تسوية وحفر مساحة معينة من الأرض وإقامة صفوف الطوب بشكل أعلى وبمساحة عرضية محددة، تمهيدا للبدء في التجهيزات وإحضار مستلزمات الإنتاج للكنافة، فضلا عن إعلام جميع الأهالي والعائلات بالقرى والمناطق المجاورة بتجهيز الفرن البلدي المحروق الذي يستحوذ على قبول الأهالي.
وتابع قائلًا:'إن العمل على الفرن البلدي المحروق لإنتاج الكنافة البلدي يستلزم الوقوف من الساعة العاشرة أو الحادية عشر وحتى قبيل الإفطار على نيران الفرن، ويتم توزيع العجين كل خمس دقائق بشكل دائري بكوز رش العجين على صينية الكنافة الساخنة، وبعد أن تستوى الكنافة، أمسك الدائرة من منتصفها رافعًا يدي بالكنافة لأضعها على الطاولة بجواري تبرد وتتهوى'.