معاناة يومية شاقة يعيشها أهالي قرية المدامود الشرقي التابعة لمركز ومدينة الزينية شمال محافظة الأقصر، لعدم تنفيذ مشروع الصرف الصحي داخل قريتهم، الذي تسبب في انهيار منازلهم وإصابة الكثير منهم بالأمراض نتيجة الروائح الكريهة التي يعيشون وسطها.
المعاناة
مواطن يوضح معاناته من الروائح الكريهة والبعوض والبراغيث والذباب والحشرات
ويروي محمد حسين، أحد أهالس قرية المدامود لـ' أهل مصر' معاناتهم قائلًا: 'توجد غرف الصرف الصحي بداخل منازلنا وتأكل جدران المنازل نتيجة رشح مياه الصرف الصحي عليها، مما يؤدي إلى انتشار الروائح الكريهة والبعوض والبراغيث والذباب والحشرات التي تصيب الكثير مننا بالأمراض، لافتًا إلى أن نزح الغرف يكلفهم مبالغ مالية كثيرة، حيث أن نزحها من الغرف الموجودة بمنازلهم يكلفهم في الشهر الواحد 420 جنيهًا، ومع دخول رمضان وفي ظل أزمة موجة ارتفاع الأسعار فلم يعلموا أي شيء من أولوياتهم يستغنوا عنه الطعام والشراب أم توفير سيارة نزح مياه الصرف الصحي.
القرية
ولفت إلى أن المواطن منهم إذا تقدم بطلب للمجلس القروي التابع له، بحاجته إلى سيارة نزح، يتم الرد عليه بعد 15 يومًا ثم تذهب له سيارة المجلس، وذلك بسبب وجود عربة واحدة، كما يمثل أوقات العمل بها عائقًا إضافيا على معاناة الأهالي، حيث يعمل السائق والأخصائي الموجودان عليها حتى الساعة الثانية ظهرًا وهو موعد انتهاء العمل الحكومي، فيما بعد ذلك يتوقف عمل السيارة وهو ما يزيد من معاناة الأهالي سطرًا آخرًا.
وأوضح رجب حسنين سعدي، أحد أهالي القرية، أن شركة مياه الشرب والصرف الصحي منذ عدة سنوات عندما أخبرتهم بعدم توافر قطعة أرض لحل مشكلتهم، قاموا على الفور بجمع تبرعات من بعضهم منذ 5 أعوام، واشتروا بها قطعة أرض بمبلغ مالى 500 ألف جنيه من أجل بناء محطة صرف صحي عليها، ثم اخبروا الشركة بتوفير قطعة الأرض وحل مشكلة الموقع، وما كان من الشركة إلا أن ترسل أحد من المهندسين التابعين لها ويقوم بعمل قياسات ناحية الأرض لكن دون جدوى، مما أصاب الجميع بالإحباط والاستياء تجاه السياسة التي تتبعها الشركة.
وتابع 'حسين'، أن المشكلة تزداد سوء يوما تلو الآخر، لإنه حتى سيارة المجلس التي يطلبها الأهالي لنزح مياه الصرف الصحي أصبحت غير قادرة على تلبية جميع طلباتهم بسبب تعدد أوقات الذروة ودخول شهر رمضان فتم طلب استدعاء سيارة من قرية آخرى مجاورة تابعة لنفس المركز، ومع ذلك المشكلة لم تحل حتى الآن وغرف الصرف الصحي الموجودة بمنازل الأهالي تمتلئ عن آخرها مرتين في الأسبوع الواحد، وأصبح عدد كبير من الأهالي يقوم بتفريغها بأيديهم في شوارع القرية والترع المجاورة لمنازلهم بعد أن اصطدموا بعدم حل المشكلة ودخول شهر رمضان عليهم وهو ما يثمل عظم أوقات الذروة لهم وتزداد فيه أعداد مرات نزح غرف الصحي الصحي بمنازلهم.
وأعرب الأهالي عن غضبهم الشديد من عدم حل مشكلتهم، ومن كثرة انتشار الروائح فى جدران المنازل بسبب مياه الصرف الموجودة داخلها الذي تسبب في انهيار وسقوط عدد من المنازل والتي تسكن بداخلها الأسر مما شكل خطرًا كارثيًا على باقي الأسر، موضحين أن أمر ترميمها او بناء غيرها بحيث يكون أحدث ويتحمل المياه فهذا الأمر ممنوع من الدولة أن يتم بناء غرف صرف صحي جديدة داخل المنازل كونها قديمة البناء والدولة سنت قانونا يمنع البناء بنفس الأسلوب والطريقة مجددًا معتبرين أنها طريقة عفا عليها الزمن.
وأكد الأهالى عدم استطاعتهم توفير سيارة نزح مياه الصرف الصحي قدر المرات المطلوبة في منازلهم، لافتين إلى أن غرفة الصرف المتوسطة (البيارة) تتطلب إحضار السيارة ثلاث مرات في النزحة الواحدة والمرة الواحدة بتكلفة 70 جنيهًا أي 210 في النزحة الواحدة أي في الشهر يدفع المواطن ما لا يقل عن 420 جنيهًا، وذلك للغرفة المتوسطة ليست الكبيرة التي يشترك فيها أكثر من أسرة وتمتلىء بمياه الصرف في يومين على الاكثر فضلا عن ان السيارة التي تاتي غير تابعة للمجلس القروي وعربة المجلس القروي تأتي بعد تقديم الطلب بـ15 يومًا، وعدد كبير منهم ليسوا موظفين بالحكومة بل يعملون في الزراعة التي لا تجلب لهم سوى ما يكفي المأكل والمشرب.
ويناشد أهالي القرية الرئيس السيسي والمستشار مصطفى ألهم محافظ الأقصر وجميع المسئولين بالنظر إليهم وحل مشكلتهم التي جعلتهم أصبحوا فريسة سهلة أمام البعوض الذي ملأ كل أرجاء القرية والنجوع التابعة لها؛ بسبب غرف الصرف الصحي الموجودة بالمنازل، وتتسبب في إصابة الكثير منهم ومن أطفالهم بأمراض فيروسية علاجها مكلف يفوق إمكانياتهم الاقتصادية، مطالبين بإنشاء محطة الصرف الصحي وإقامتها على قطعة الأرض التي قاموا بشرائها من أموالهم؛ لرفع المعاناة الواقعة عليهم والأضرار التي طالتهم جراء ذلك حتى وإن كان ذلك من أموالهم مرة ثانية فهم موافقون على أن يقوم المجلس القروي بجمع أموال منهم لبناء المحطة فقط أن يفعل هذه الخطوة ليرحم معاناتهم.