'أحب أن أخبر أهل قريتي، من أصحاب الأمراض المزمنة، بأن سيارتي تحت أمرهم، والتوصيل بالمجان لمستشفى ملوي التخصصي، ودي صدقة جارية على أولادي'، بهذه الكلمات شرح محمود أكرم عبد المجيد، ابن محافظة المنيا، مشروعه الإنساني من أجل التخفيف عن أصحاب الأمراض المزمنة. محمود إكرم
"محمود" يخصص سيارته لتوصيل المرضى إلى المستشفى مجانًا بالمنيا
إلا أن هذا لم يكن كل شيء لدى محمود، ابن قرية دروة التابعة إداريًا لمركز ملوي جنوب محافظة المنيا، والذي كشف لـ'أهل مصر'، عن أن هناك سرا في حياته، وراء فكرته الإنسانية النبيلة، قائلا: 'فكرة توصيل أصحاب الأمراض المزمنة إلى المستشفى، جاءتني بعد إصابة ابنتي بمرض في أعصاب العين، وكانت تحتاج إلى زجاجة دواء ثمنها 95 جنيها كل 3 أيام.
محمود أكرم
وأضاف: 'في أحد الأيام اتصلت بي زوجتي وطلبت مني أن أحضر علاج ابنتنا، وقتها توجهت إلى إحدى الصيدليات، لكني فوجئت بأن كل ما معي لا يتجاوز 45 جنيها، والدولاء بـ95 جنيها، فلم أستطع شراءه، ووقتها حسيت إن الأرض مش شيلاني وكانت محرج جدا'.
محمود أكرم
وواصل: 'عدت إلى منزلي وأنا حزين للغاية، لكن كان لدي إحساس أن ربنا مش هيكسفني وهيسترها، وبعدها فوجئت بأحد الأشخاص لا أعرفه يتصل بي ويؤكد لي ان علاج ابنتي موجود أسفل المنزل، وبالفعل وجدت العلاج في المكان المشار إليه، وحاولت التواصل مع الشخص عبر الهاتف، لكنه أغلقه وإلى الآن لا أعرف من هو'.
محمود إكرام
وتابع: 'في اليوم التالي حلمت بأن ابنتي نائمة بجواري، وذراعي عليها مجموعة من الثعابين، وكل فترة يسقط أحدها دون أن يؤذيني، فذهبت إلي أحد شيوخ القرية استشيره في الحلم، فأكد لي أن ربنا حماني من أذى كبير'.
محمود أكرم
وقال محمود: 'وقتها قررت أن أطلق مبادرة من أجل توصيل أصحاب الأمراض المزمنة من قريتي، إلى مستشفى ملوي، ومستشفى ديرمواس مجانا، رغم أن سيارتي عليها أقساط شهرية، لكني قولت اللي فيها لله متغرقش'.
واختتم محمود حديثة بالقول: 'مستمرًّ في مبادرتي والحمد لله ربنا كرمني في أول يوم بتوصيل حالتين'.