مازالت جماهير الكرة المصرية عادة، والأهلي خاصة تتذكر نجمها المحبوب محمد عبد الوهاب، ظهير أيسر الفريق الأول لكرة القدم، الذي تمر اليوم الذكرى الـ17 على رحيله، أثناء تدريبات الفريق، وهو ما أشاع حالة عامة من الحزن بين جميع المصريين، وكيف لا وهو شاب في مقتبل عمره لم يتجاوز 23 سنة، كان ملء السمع والبصر، ويتميز بالخلق الدمث والسلوك الحميد.
الذكرى رقم 17 لرحيل الكابتن محمد عبد الوهاب
تصريح خاص من والدة الكابتن محمد عبد الوهاب ل" أهل مصر "
أهل مصر التقت الحاجة نجاة إسماعيل والدة اللاعب الراحل، التي أكدت أنها دائما تحرص في هذا اليوم على زيارة قبر ابنها الراحل والدعاء له، وقراءة القرآن الكريم على روحه، مشيرة إلى أنها دائما تراه في أحلامها رغم مرور كل هذه السنوات على وفاته.
وأضافت أنها تشعر بسعادة كبيرة عندما تجد الجميع يتذكرونه، مؤكدة أنها دائما تتابع أخبار النادي الأهلي، لكنها إلى الآن وبرغم مرور 17 سنة على وفاة ابنها محمد، لا تستطيع مشاهدة أي مبارة للفريق بسبب ظروف مرضها.
الذكرى رقم 17 لرحيل الكابتن محمد عبد الوهاب
قصة كفاح المرحوم الكابتن
ولد محمد عبد الوهاب في مركز سنورس بمحافظة الفيوم، في الأول من أكتوبر عام 1983، هو لاعب خط وسط أيسر مصري بدأ مشواره مع الكرة وعمره 14 عاما بمركز شباب سنورس، وعن طريق مدربيه ذهب إلى اختبارات البراعم بالزمالك واجتازها بنجاح.
الذكرى رقم 17لرحيل الكابتن محمد عبد الوهاب
واستمر الراحل في التدريب مع فرق الناشئين 4 أشهر، لكن والده رفض التوقيع على استمارات القيد بالزمالك، فانتقل لمركز شباب الألمونيوم ومنه إلى الفريق الأول
نتيجه لتألقه في صفوف الألمونيوم اختاره الكابتن حسن شحاته، المدير الفني للمنتخب الشباب عام 2003، للمشاركة في نهائيات كأس الأمم الأفريقية للشباب رقم 13 في بروكينا فاسو عام 2003، وهي البطولة التي أحرزتها مصر بعد تغلبها في النهائي المثير على كوت ديفوار 4/ 3 سجل نجمي الأهلي ومنتخب مصر أحمد فتحي وعماد متعب ثلاثة أهداف، وحسني عبد ربه هدف، وكان محمد عبد الوهاب قد سجّل هدف فوز مصر على مالي في دور الأربعة.
الذكرى رقم 17لرحيل الكابتن محمد عبد الوهاب
انجازات الراحل الكابتن محمد عبد الوهاب
حصد الكثير من البطولات والالقاب علي مستوي النادي الاهلي والمنتخب وكان أهم إنجازات المرحوم الكابتن محمد عبد الوهاب خلال فترة قصيرة
عبد الوهاب برز بشدة كلاعب يساري بحت، يتميز بتسديدات قوية وكرات عرضية متقنة، وهو ما كانت الكرة المصرية تفتقده في الأعوام الماضية، حتى أن حسن شحاتة المدير الفني لمنتخب الشباب دأب على إشراك اللاعب الراحل في مركز لاعب الوسط الأيسر في بداية انضمامه لمنتخب الشباب، وتألق عبد الوهاب في هذا المركز خلال كأس الأمم الأفريقية التي توجت مصر بلقبها.
الذكرى رقم 17لرحيل الكابتن محمد عبد الوهاب
ولم يكتف عبد الوهاب بالتألق فقط، فأحرز هدفا حاسما في شباك أصحاب الأرض في مباراة الدور قبل النهائي من ركلة حرة مباشرة أصبحت بعدها «ماركة مسجلة» باسم النجم الراحل حرص على التسجيل منها باستمرار.
الذكرى رقم 17لرحيل الكابتن محمد عبد الوهاب
ومن كأس الأمم الأفريقية إلى كأس العالم بالإمارات، واصل عبد الوهاب مشاركته بانتظام مع منتخب مصر، وازداد تألقا بعد أن أعاده شحاته إلى مركز الجناح الأيسر المدافع الذي يجيد فيه كثيرا.
الذكرى رقم 17لرحيل الكابتن محمد عبد الوهاب
وخلال كأس العالم، جذب عبد الوهاب أنظار نادي الظفرة الإماراتي الذي يلعب في الدرجة الثانية، وضمه من الألومنيوم لمدة أربع سنوات.
لكن عبد الوهاب لم يرتد قميص الظفرة أبدا، فالنادي الإماراتي أعاره في الموسم الأول إلى إنبي الذي كان في بداية بزوغ نجمه في الدوري الممتاز ومن ثم ضمه الإيطالي ماركو تارديللي للمنتخب الأول استعدادا لبدء تصفيات كأس العالم، ووضع عبد الوهاب بصمته في مشاركته الأولى الدولية بهدف في شباك السودان في مستهل مباريات التصفيات.
الذكرى رقم 17لرحيل الكابتن محمد عبد الوهاب
ولم يفت تألق عبد الوهاب الشديد على مسئولي الأهلي، الذين سارعوا باستعارته لمدة موسمين من الظفرة.. لكن عبد الوهاب لم يلق ذات النجاح في بدايته مع الأهلي، فلم يشارك طوال الدور الأول لموسمه الأول مع الفريق سوى في شوط واحد أمام أسمنت أسيوط وتم استبداله.
وواصل عبد الوهاب سعيه الحثيث للحصول على مكانة أساسية في الجبهة اليسرى للأهلي في ظل منافسة شرسة من لاعب بحجم الأنجولي جيلبرتو، والمثير أن اللاعب الراحل كان صاحب مكانة أساسية في تشكيلة منتخب مصر رغم عدم مشاركته مع الأهلي.
بداية تألق عبد الوهاب
الموسم الثاني لعبد الوهاب مع الأهلي شهد دخول اللاعب في تشكيلة البرتغالي مانويل جوزيه لوقت أكبر، لكن نقطة التحول الأساسية جاءت خلال مباراة الأهلي والنجم الساحلي التونسي في نهائي دوري أبطال أفريقيا نوفمبر 2005.الذكرى رقم 17لرحيل الكابتن محمد عبد الوهاب
دخل عبد الوهاب بديلا لجيلبرتو بعد مرور عشر دقائق فقط من البداية، واستغل اللاعب الراحل الفرصة وقدم أداء مبهرا تخلله كرة عرضية متقنة أحرز منها أسامة حسني هدفا من بين ثلاثية الأهلي يومها، ونال استحسان مدربه البرتغالي.
وحصل عبد الوهاب على فرصة أخرى ذهبية لتثبيت أقدامه مع الفريق الأهلاوى بعد إصابة جيلبرتو البالغة بينما كان اللاعب الراحل يشارك مع منتخب مصر في كأس الأمم الأفريقية.
وبات عبد الوهاب لاعبا مهما في صفوف الأهلي ومنتخب مصر لاسيما بعد مشاركته الإيجابية في فوز «الفراعنة» بكأس الأمم الأفريقية 2006، ليصبح بعدها أحد أبرز نجوم القلعة الحمراء.
وضح النضج على عبد الوهاب رغم أنه لم يكمل عامه الـ23 بعد، وقاد الجبهة اليسرى للأهلي بثبات وثقة في النصف الثاني من موسم 2005/ 2006، وكان سببا في انتصارات عديدة للفريق الأحمر محليا وأفريقيا.
تابعوا آخر أهل مصر على Google News
