مقتل شاب فيومي على أيدي زملائه المصريين في إيطاليا.. ووالدته باكية: كان سندي وعكازي

يحلم العديد الشباب الفيومي بالسفر إلى إيطاليا عبر الهجرة غير الشرعية، عن طريق سواحل دول شمال إفريقيا، على نهج المسافرين من أقاربهم، من أجل تحقيق الثراء السريع، لكن هذا الحلم يتحول في معظم الأحيان إلى كابوس، وهو ما حدث لأبناء قرية تطون، التابعة لمحافظة الفيوم، على إثر المأساة التي تعرض لها الشاب 'محمود سيد عبد الله'، البالغ من العمر 19 عاما.

وصل 'محمود' إلى إيطاليا وهو مازال في الـ18 من عمره، وتم إيداعه في مركز مخصص لإيواء القصر، وبعد بلوغه 19 عاما، تم منحه رخصة للعمل مصففا للشعر، لكنه لم يهنأ بعمله حيث لقي مصرعه على أيدي زميليه من المصريين، اللذين قاما بتقطيعه إربا، ووضعاه داخل حقيبة، بعد فصل رأسه وأطرافه لمنع الشرطة من التعرف عليه، ثم قاما بإلقائه في أحد المصارف المائية في مدينة جنوة.

لحظة ضبط قتلة الشاب الفيومي بإيطاليا

مقتل شاب من الفيوم في إيطاليا

وقال شقيق المجني عليه، لـ'أهل مصر'، إن هناك مشكلة ما حدثت وخرج شقيقه يوم الأحد الماضي من محل الحلاقة الذي يعمل فيه، وذهب لعمل بروفة في محل آخر، مستقلا سيارة مع أحد الأشخاص وبعد ذلك اختفى تمامًا.

وأضاف أنه لا يعرف أي شيء بعد ذلك عن شقيقه سوى أنه قتل على أيدي زملائه الذين أنهوا حياته ذبحًا وألقوا به في مياه البحر.

ضبط قتلة الشاب الفيومي بإيطاليا

وتمكنت السلطات من كشف ملابسات الحادث، حيث تبين أن قاتلي الشاب اثنان من زملائه المصريين، وهما 'علي ع' وشهرته 'بوب' ويبلغ من العمر 27 عامًا، صاحب محل تصفيف الشعر الذي كان يعمل به القتيل، ومقيم بتشيافاري، وزميله المصري الآخر 'أحمد ج. ك. ع'، وشهرته 'تيتو' 26 عامًا ومقيم بجنوة.

لحظة ضبط المتهمين بإيطاليا

وكشفت التحقيقات أن القتيل كان يعمل بمحل تصفيف الشعر المملوك للمتهم الأول، لكنه قرر مغادرة المحل بسبب خلافات واتجه للعمل في محل آخر منافس.

وتبين أن صاحب المحل وبرفقته مساعده استدرجا القتيل إلى شقة في العقار رقم 40 فيا فادو، في سيستري بونينتي، بحجة تصفية الخلافات وإعادته للعمل في المحل مرة أخرى، ولكنهما قتلاه بطعنات في القلب والكبد.

كما أضافت السلطات أن المتهمين وفي محاولة للتخلص من الجثة، وضعوها داخل حقيبة ثم استقلا سيارة وألقيا بها في مصرف مائي بشيافاري بجنوة بعد نزع وفصل الرأس والأطراف لمنع الشرطة من التعرف عليه.

الشاب ضحية الغربة

والدة شاب الفيوم المقتول بإيطاليا: قالي صاحب الشغل ومعاه واحد بيحقدوا عليا"

والتقت جريدة 'أهل مصر' مع والدة القتيل تُدعى 'أم محمود سيد'، داخل منزلها في مركز إطسا محافظة الفيوم، والتي بدت عليها الصدمة الشديدة لفقدان نجلها، حيث تقول 'العجوز' بغضب لمَن يطالبها بالهدوء والكف عن النواح 'إزاى أرتاح وابني مات ولسه حقه مرجعش لما يموتوا اللي قتلوه زي ابني أرتاح'.

وروت 'أم محمود' لـ'أهل مصر'، أن نجلها خرج إلى إيطاليا قبل 3 سنوات مع أخيه'أحمد'، وحينها لم يكن قد أتم الـ16 عامًا، والتحق بإحدى المدارس هناك، حيث كان يتلقى وجبات إفطار وغداء وبالمساء كان يعمل بصالون حلاقة مع مصريين، وكان يقول: 'يا أمى لا تحملى همًّا، أهم شىء تصرفى وتعيشى انتى وأبويا وأختي'، وتشرح أن الأمور كانت تسير بشكل طبيعى حتى شكي لها يوم الأحد الماضى: 'يا ماما صاحب الشغل ومعاه واحد تاني بيحقدوا عليا لأن الزبائن تحبنى، وتطلبنى بالاسم'، فردت قائلة 'مش مهم الشغل معاهم سيبهم، وشوف لك مكان نضيف ترتاح فيه يا ضنايا'.

وتابعت الأم المكلومة: 'لقيته بيتصل عليا، ويخبرنى بأنه اشتغل نصف يوم ومضى إلى حال سبيله'، وتكمل: 'تانى يوم كان عمل في صالون حلاقة آخر ليطلب أصحاب العمل القدامى من مالكه أن يتركه بحجة أنهم لا يستطيعون الاستغناء عن ابني'.

تشييع جنازة شاب الفيوم المقتول بإيطاليا

وكان قد شيع أمس الأحد، المئات من أهالي مدينة إطسا بمحافظة الفيوم، جثمان الشاب محمود سيد عبد الله، بعد وصوله من إيطاليا بعد شهر ونصف وصراخ وعويل ضجت به قرية تطون التابعة لمركز اطسا عند وصول جثمان ودفنة بمقابر الاسرة.