روى عثمان حسين، أحد أبناء القوات المسلحة بكتيبة الكباري 202، من قرية «معصرة نعسان» مركز «إهناسيا» محافظة بني سويف، عن أهم الظروف المعيشية داخل الكتية قبل حرب أكتوبر العظيمة قائلا: «جاءت إلينا أوامر بالتحرك إلى قرية الشلوفة غرب قناة السويس يوم الخامس من أكتوبر، ووصلنا عصرا وأجرينا تدريبات هناك، بإجمالي 600 جندي».
انتصارات أكتوبر
وأضاف أننا كنا نقوم بعمل كباري على القناة، وفي يوم السادس من أكتوبر قبل ميعاد بدء الحرب جاءت أوامر لنا بالبدء في إنشاء كباري على ضفاف القناة، وبالفعل قمنا بإنشاء 12 كوبري مرة واحدة، وتم الإنتهاء منهم خلال وقت قياسي في مدة زمنية قصيرة جدا وهي 45 دقيقة وأكثر من 400 دبابة مصرية دخلوا على الكباري التي قمنا بتجهيزها وكانت هذه الكباري متنوعة ما بين كبارى اقتحام ثقيل وخفيف ومطاطي.
تجهيز الكباري
وأوضح أن دوره الشخصي في حرب أكتوبر تمثل في تنظيم تركيب الكباري وربطها ببعضها البعض وجعلها «عاشق ومعشوق»، والإشراف عليها قبل مرور الدبابات وحاملات الجنود قبل المرور عليها وإطلاق إشارة البدء ثم بعد ذلك تنظيم حركة مرور الدبابات والمدرعات من فوق الكوبري بشكل يسير وسهل، لافتا إلى أنه كان حكمدار «برطوب» وهو مصطلح خاص داخل القوات المسلحة ويتكون من أربعة جنود وأنا الخامس معهم وكان الجندي يحمل ما يسمى الحمالة ويكون وزنها 87 كيلو من الحديد ونجعلها بير روابط أجزاء الكوبري حتى يتم التماسك القوى بين أجزاء الكوبري بشكل قوي، ومع مرور الدبابات قمنا بالهتاف «الله اكبر الله أكبر».
حصار داخل السويس
وأشار إلى أنهم تعرضوا لفترة حصار داخل السويس، أثناء إصدار أوامر بالانسحاب السريع من ضفاف القناة بعد وجود ثغرة في غرب القناة بقيادة قائد الكتيبة الإسرائيلية «عساف ياجوري»، ولكن تم محاصرتنا من جانب الإسرائيليين لمدة 15 يوما ولكننا بدخول الكتيبة الإسرائيلية علينا قمنا بضربها داخل المدينة الباسلة السويس، وفي هذا الوقت كان يتواجد معي 30 طلقة نارية بسلاحي فقمت بسرعة كبيرة ولا أدري كيف تجاه الكتيبة وأطلقت الـ 30 طلقة تجاهم.
دور أطفال السويس في نقل الذخيرة
وكان الأطفال من مدينة السويس وكانت أعمارهم تتراوح ما بين 8 و 12 عاما يقومون بنقل الذخيرة والمعدات خلفنا بشكل غريب ومفرح جدا وكنت أرى هؤلاء الأطفال أنهم أبطال من كوكب ثاني، وفي إحدى المرات وجدت جندي إسرائيلي مازال حيا بعد ما قام به أحد الزملاء من الجنود بضربه وجدته يحاول أن ينهض بشكل سريع ويحاول الإمساك بالسلاح لضرب أحد الزملاء فقمت مسرعا وأطلقت عليه النار فمات في الحال.