اتشحت قرية «الشيخ فضل» التابعة لمركز محافظة الفيوم، بالسواد حزنًا على وفاة الشاب أحمد العيسوي، اليوم الأحد، بعد دخوله في غيبوبة لأكثر من شهر، واحتجازه بأحد المستشفيات الخاصة بمدينة السادس من أكتوبر، وذلك بعد أن تبرع له شقيقه بفص من كبده لإنقاذ حياته.
الشاب المتوفي
وفاة شاب بعد تبرع شقيقه له بفص من كبده بالفيوم
وقال محمد العيسوي، شقيق الشاب المتوفي، في تصريحٍ خاص لـ«أهل مصر»: «شقيقي أحمد اعتاد على الحزن والألم منذ 3 سنوات ماضية وهو شقيقي الوحيد، وبدأت معاناته عندما شعر بحالة إعياء شديدة، وبعد إجراء الفحوصات الطبية اللازمة، تبين أنه مريض بعيب خلقى فى القنوات المرارية، وأنه عليه اتباع نظام غذائي خال من الدهون تماما ليتأقلم مع حالته الصحية».
الشاب المتوفي وشقيقه المتبرع بكبده
بداية المعاناة
وقال «محمد»، إن شقيقه كان يصاب بنوبات من الألم على فترات متباعدة، ثم أصبحت هذه النوبات متكررة بشكل كان يؤلمهم جميعا، وبعمل الفحوصات الجديدة، تبين أن شقيقه أصيب بتليف فى الكبد ولابد من متبرع ليتم استئصال الكبد وزراعة كبد جديد.
الشاب المتوفي
تبرع بجزء من كبده لأجل شقيقه
وأضاف «محمد»: «قررت التبرع بـ60 % من كبدي، وأجريت تحليلا لتحديد فصيلة الدم، وتبين أن فصيلة الدم مخالفة لفصيلة دم شقيقي، بينما تطابقت فصيلة دم عمتهم، وقبلت التبرع لابن شقيقها، وتم إجراء الفحوصات الطبية اللازمة لها لإجراء الجراحة، إلا أنه تبين أن حالتها الصحية لا تسمح بالتخدير لساعات طويلة».
الشاب المتوفي وشقيقه المتبرع بكبده
وتابع أنه بعد فشل محاولة تجهيز عمته للتبرع لشقيقه، أصيبت الأسرة بحالة من الحزن والإحباط، وقام بسؤال الأطباء عن إمكانية أن يقوم هو بالتبرع لشقيقه، رغم اختلاف فصيلة الدم، فأخبروه أنه يمكن أن يقوم بذلك وتكون نسبة نجاح العملية كبيرة.
الشاب المتوفي وشقيقه المتبرع بكبده
انهيار الأم
وأشار «محمد»، إلى أن «والدته عندما علمت بقراره للتبرع، لم تتوقف عن البكاء، ودخلت في حالة من الانهيار، فهي لم تتخيل أن ابنيها سيدخلان إلى غرفة الجراحة لإجراء عملية جراحية خطيرة في نفس اللحظة، ورفضت أن يقوم بالتبرع ولكن هدأت من روعها، وأخبرتها أن الله خير حافظ، وأنه بالدعاء ستمر الأزمة وسيتخطاها هو وشقيقه، وبالفعل تعافى أحمد وخرج من المستشفى، ومارس حياته بشكل طبيعي إلا أنه منذ أكثر من شهر تدهورت حالته بشكل مفاجئ ودخل في غيبوبة وتُوفي على إثرها اليوم».
الشقيقين عقب إجراء العملية