في ساعة متأخرة من الليل، وفي ظل أجواء مظلمة نتيجة إنقطاع التيار الكهربائي، يجلس طالب بكلية التمريض داخل منزله، فإذ بصوت صراخ وبكاء يقطع هدوء الليل، فما كان من الطالب إلا أن أيقظ أسرته، وجرى جهة الصوت، ليجد سيدة مسنة وأخرى على كنبة تحمل في أحشائها جنينًا، وتصرخ من ألم الولادة، ليقرر طالب التمريض توليدها على إضاءة كشاف هاتفه المحمول، وبمساعدة زملائه عن طريق موقع التواصل الاجتماعي 'واتس أب'.
طالب التمريض
طالب تمريض يُولد سيدة عبر الهاتف في قنا
وبدأ هشام محمد، طالب بالفرقة الثالثة بكلية التمريض جامعة جنوب الوادي، ومقيم في مركز نقادة بمحافظة قنا، حديثه لـ'أهل مصر'، أنه في فجر يوم الثلاثاء الماضي ومع انقطاع الكهرباء، سمع صوت صراخ عالٍ، فأيقظ أسرته، وقرر الذهاب لمنزل جيرانه ليجد سيدة مسنة وأخرى على كنبة تحمل في أحشائها جنينًا وتصرخ من ألم الولادة.
وأضاف طالب التمريض، أنه نظرًا لأن رأس الجنين ظاهرة أمامه، والوقت لم يسعفه للتواصل مع مرفق الإسعاف أو الذهاب إلى المستشفى، فقرر مساعدتها وتوليدها مستعينًا بما تعلمه ودرسه في كلية التمريض، خاصة أن امتحان اليوم التالي كان في مادة النساء والتوليد التي ذاكرها جيدًا، بالإضافة إلى مساعدة زملائه في كلية التمريض له الذين أمدوه بالمعلومات عبر جروب الـ 'واتس أب'.
وتابع ابن قنا:' أنه نظرًا لانقطاع التيار الكهربائي قام بتشغيل كشاف هاتفه المحمول الذي حملته والدة السيدة الحامل لتضئ له أثناء قيامه بعملية الولادة، لافتًا إلى أن آخر مرحلة كانت قطع الحبل السري، ونظرًا لقلة الإمكانيات قام بالقياس بأصابعه، وقطعه بموس حلاقة ثم ربطه بخيط ومشبك غسيل، لمنع نزول الدم، وقام بإخراج المشيمة كاملة لمنع حدوث نزيف بعد الولادة، ونقلها للمستشفى'.
واختتم محمد، حديثه قائلًا: 'الموقف كان صعب وبدون أي إمكانيات موجودة، ونجحت في إنقاذ السيدة، وسميت الطفلة 'غادة' عشان بحب الاسم ده، وأهل الطفلة رحبوا بالاسم ووافقوا عليه'.