داخل محل صغير بشارع الحمام بمدينة الزقازيق، لا يتجاوز طوله وعرضه المترين يحتوي على كرسيين دوران يقابلهما مرآة بالية وعبوات من الورنيش أسود اللون ونعال أحذية معلقة على جدران، المحل الذي يزيد عمره عن سبعين عامًا محتفظًا بأدواته القديمة رغم التطور في بدائلها التي تواكب العصر الحالي، يجلس عم 'محمد كالو'.
عم محمد كالو ماسح الأحذية بالشرقية
مهنة مسح الأحذية
ترسم وجه الرجل السبعيني الذي خططه تجاعيد الزمن ابتسامة تخفي خلفها رحلة شقاء بدأت قبل نحو 60 عامًا منذ أن بدأ في تعلم مهنة كادت أن تندثر وهي مسح الأحذية التي ورثها عن والده حين كان يصطحبه معه إلى المحل ليساعده بعد انتهاء اليوم الدراسي وهو في الرابعة عشر من عمره، حتى استمر في تلك المهنة واستطاع من خلالها أن يتزوج ويعلم أبنائه الخمسة ويزوجهم، بحسب حديثه لـ'أهل مصر'.عم محمد كالو ماسح الأحذية بالشرقية
تلميع الأحذية
يستيقظ 'كالو' مع الفجر كل يوم يؤدي صلاة الفريضة ويتناول وجبة الإفطار ومن ثم يتوجه نحو محل عمله بمدينة الزقازيق في محافظة الشرقية، سعيا على مصدر الرزق، ينتظر زبائنه المترددين عليه من كبار السن الذين اعتادوا تلميع أحذيتهم لديه.
عم محمد كالو ماسح الأحذية بالشرقية
رغم ضيق ذات اليد ومع تبدل الحال وقلة الزبائن إلا أن الرجل السبعيني ما زال متمسكًا بمهنته مكافحًا ومواظبًا على فتح محل الأحذية الذي لا يملك من حطام الدنيا مصدرًا سواه، منتظرًا زبائنه الذين يرغبون في تلميع أحذيتهم حتى يتحصل في نهاية كل يوم على بضع جنيهات بالكاد تكفي لسد احتياجات حفيدته لابنته الصغرى التي يتحمل مسؤولية رعايتها وتعليمها بعدما رحل عنها والدها.
استئصال ورم
لم يتمنى الرجل السبعيني الذي يردد كلمات حمد المولى عزوجل وشكره على جميع ما أعطاه طيلة حديثه لـ'أهل مصر' سوى أن يمن عليه بدوام نعمة الصحة والعافية فضلاً عن حاجته لإجراء عملية لمنع خروج 'صديد' يؤلمه من منطقة البطن جراء أثر استئصال ورم منذ 3 سنوات.