استهواه المجال كثيرًا، وقرر أن يتعلمه رغم أنه لم يرثه عن أسرته، اشترى الآلات المستخدمة به أولًا ثم بدأ بعدها في تعلم المجال إلى أن أصبح من أشهر العاملين به.
تأتيه المفاتيح خام من المصانع ثم يقوم ببردها وخرطها بيديه على آلات متنوعة داخل محله الصغير الكائن بمدينة دسوق في محافظة كفر الشيخ، له نظرة ثاقبة اكتسبها من سنوات عمله الطويلة في المجال، يكتشف عن طريقها اللص الذي يذهب إليه رغبة في نسخ المفاتيح.
20 عامًا في صناعة المفاتيح
قال عيد القصاص «61 عامًا»، صانع مفاتيح، إنه أحب المهنة منذ سنوات، واشترى الأدوات المتعلقة بها أولًا ثم بدأ في تعلمها بعد ذلك، واستعان في تعلمها بصديقه، موضحًا أن سبب تعلمه المجال كان أن مفتاح الدراجة النارية الخاصة به قد انكسر، وعندما ذهب لتصليحه عامله صاحب المحل بطريقة سيئة، ليقرر بعدها أن يتعلم المجال بسبب ذلك.
حب كبير للمهنة
وتابع القصاص في حديثه الخاص لـ«أهل مصر»: «صديقي تعجب من الأمر عندما اشتريت الآلات قبل تعلم المجال، ولكنني أحببت المجال ورغبت في تعلمه كثيرًا، ويضيف بالقول: المفاتيح لها أنواع مثل البلدي، الأفرنجي، الكمبيوتر، عربات، وغير ذلك، والمفاتيح البلدي أصبح الإقبال عليها ضعيفًا، ويستغرق صناعة المفتاح من 3 إلى 5 دقائق، حيث تأتي إلينا المفاتيح خام دون خرط».
وأكمل: «أستخدم الآلات في برد المفاتيح، أما المفاتيح البلدي فأقوم ببردها يدويًا حتى الآن، وظهور الآلات الحديثة سهل علينا العمل في المجال، حيث أنه قبل ذلك كنا نبرد المفاتيح بأنواعها المختلفة يدويًا، وكان ذلك يستغرق قرابة النصف ساعة أو أكثر».
وأردف: «أحيانًا يأتي إلي بعض الأشخاص الذين يخبروني بأن باب الشقة مغلق ونسوا المفاتيح بالداخل، ويحتاجون لفتح باب الشقة، ووقتها أطلب منهم الإمضاء على إقرار وترك صورة من البطاقة الشخصية، ثم أذهب معهم بعدها، حيث أن اللص إذا أتي إلي وطالبته بذلك يرحل على الفور، وأنا أستطيع من خلال خبرتي في هذا المجال أن أعرف اللص من مجرد نظرة».
واستطرد: «أحببت المهنة كثيرًا، وأنا لم أرثها عن أسرتي، وأنا أواكب التطور بها دومًا، وهذه المهنة تتطلب الصبر واحترام الزبائن والأمانة، واستخدام الخامات الجيدة، والشباب حاليًا لا يتحملون العمل في هذا المجال، وأنا لا أجد صعوبة في العمل بهذه المهنة، فهي مهنة مريحة، وتعلم الصبر».