ليس مجرد صانع وبائع للحلويات والعسلية، وإنما يمثل 'رضا'، الشاب الذي تجاوز العشرين بقليل، قصة تعبر عن الحب والوفاء للأهل، فعلى الرغم من أنه بدأ رحلة الشقا مبكرا، إلا أنه لم يكل أو يمل، ومازال يمارس دوره المهم في حياة أسرته.
ويقول 'رضا': 'أعمل منذ أن كنت في الصف الثالث الإعدادي، لمساعدتي والدتي، وأخواتي البنات، لذا لم أكتف بالعمل في مجال واحد، بل أعمل في أكثر من مهنة بحسب موسم رواج كل كمها، للمساعدة في المعيشة بعد أن توفي أبي مبكرا'.
رضا، بائع عسلية
رحلة شقا بدأت في الإعدادية
ويقول رضا ابن كفر الشيخ: "أقف بعربتي الصغيرة في أحد شوارع مدينة دسوق، لأصنع أشكال مختلفة من العسلية، التي تبهر بمذاقها زبائني من مختلف الأعمار، وأعمل بهذه المهنة منذ 14 عامًا، لكنها ليست موروثة من عائلتي، وإنما تعلمتها وقررت العمل بها، لمساعدة والدته وأخواتي بعد وفاة والدي، وأعمل بها يوميا من الظهر وحتى الثالثة من فجر اليوم التالي".
رضا بائع عسلية
وأضاف 'رضا' لـ'أهل مصر': 'أصنع أنواع مختلفة من العسلية السادة، وأخرى بأطعمة متنوعة كالمانجا، والشيكولاتة، والعنّاب، والحمد لله الإقبال على العسلية من الكبار جيد، خاصة السادة، أما الأطفال فيقبلون أكثر على شراء العسلية بالمانجا والشيكولاتة والسمسم'.
رضا بائع العسلية
ويتابع: 'أعمل شتاء في بيع العسلية، ثم أبيع التين الشوكي في فصل الصيف، وأعمل في الفلاحة بالمواسم الأخرى، فعملي في سن صغيرة جعلني أستطيع التعامل مع الناس، وأتحمل المسؤولية، وأكوّن نفسي بنفسي، وهذا الأمر جعلني سعيدًا'.
رضا بائع عسلية
وأردف: 'قابلت تحديات كثيرة، لكني لم أهتم بذلك، بل ركزت على هدفي، وأن أطور نفسي أولًا بأول، لذا أحرص على إرضاء زبائني، لأن حب الناس أهم من كسب الأموال، وأنا أعمل في البرد والأمطار، وفي الحر أيضا، وأتحمل من أجل لقمة العيش'.
واختتم رضا حديثه لـ'أهل مصر' برسالة وجهها إلى الشباب في سنه، داعيا إياهم إلى عدم اليأس، وإلى أن يسعوا لكسب الرزق الحلال، وألا يضعوا لأنفسهم أهدافا صعبة يعجزون عن تحقيقها.
رضا بائع العسلية
رضا بائع العسلية
تابعوا آخر أهل مصر على Google News
