المنسيون في الشتاء.. «ظريفة» عجوز لا يرحمها البرد بالأقصر

المنزل
المنزل

ما بين خوف وقلق وتوتر من النار خشية أن تلتهمها نار التدفئة، مما يجعلها تترك نفسها فريسة لرعدة البرودة، التي تشعر بها طوال ساعات الليل.

وهكذا تقضي العجوز الستينية 'ظريفة'، أيامها داخل سباطات من البوص، ملفوفة على شكل جدران، وفوقها سباطة من القش، لا تسمن ولا تغني من قسوة البرد، وقوة الأمطار، وكل آمالها تنحصر في الحصول على بيت يلمها، بحسب ما وصفت.

غرفة النوم

المنسيون في الشتاء بالأقصر

وحينما التقت أهل مصر، عبر صفحتها الرسمية على فيسبوك، مع 'ظريفة محمد جلال'، 62 عاما، أوضحت أن منزلها التي تقيم به بقرية الحلة شرق، التابعة لمركز ومدينة إسنا جنوب محافظة الأقصر، عبارة عن غرفة نوم بها سرير أخشابه مقطعة، وتضع أسفله حجارة حتى لا يسقط بها أرضا، وحوله سباطات بوص هيش، على هيئة جدران، وفوقه سباطة أخرى بدلا من السطح، ومدخل الغرفة عبارة عن 'كوفرتة' يجاورها حمام دون باب أو سقف، ومطبخها عبارة عن بوتوجاز سطحي، ولا يوجد به ما توضع عليه مواعينها.

المطبخ

ولفتت 'ظريفة' إلى أنها تعيش بمفردها عقب وفاة زوجها، منذ أكثر من 30 سنة، حيث ربت عيالها وزوجتهم، فانشغل كل منهم بحياته الخاصة، وبالإنفاق على أسرته التي يعولها من عمله باليومية، موضحة أنها تعمل في صناعة الأقفاص من جريد النخل، حتى تنفق على نفسها في أساسيات الحياة، من طعام وشراب وعلاج، وتكسب أقل من 25 جنيها يوميا.

سرير النوم

وأكدت 'ظريفة'، أنها تعاني في فصل الشتاء يوميا، من شدة البرد، وقالت: 'باخد الليل كله صاحية في الشتاء، من البرد الشديد دا، اللي بيجيلي من كل ناحية، علشان البوص مش بيمنع دخول البرد، فلما أبرد أقوم أشغل النار على الموقد، وأفضل حارساها علشان متفرش على البوص وتاكلني، بفضل طول الليل في رعب وخوف من البرد والنار، كل ما أبرد أشعل النار ومقدرش أسيبها شغالة، ومجرد ما عيني تغفل البرد يصحيني تاني، وباخد الليل كله على هذا الوضع'.

وتابعت السيدة المنسية 'ظريفة': 'أصيبت بحالة إعياء شديدة، وعندما ذهبت للطبيب أعطاني العديد من الأدوية، فصرفتها من الصيدلية، مشيرة إلى أنها اعتادت على تعب الشتاء، الذي لا تشفى منه إلا بعد انتهاء الجو البارد'.

مكلتش لحمة من العيد اللي فات

وقالت 'ظريفة': 'أنا مكلتش اللحمة من عيد الضحية اللي فات، يدوب بأوفر الضروري لنفسي ولأحفادي، لو جولي يزوروني'، موضحة أن لديها أوضة كبيرة شرق السكة، بنتها لها إحدى الجمعيات الخيرية بالأقصر، لكن دون سقف، مما جعل فرحتها تتحول إلى حزن مرة أخرى، بعد أن حلمت بأن تنجو من البرد القارس الذي تعيش فيه.

وناشدت 'ظريفة ' المسئولين، والجمعيات الخيرية، مساعدتها لإنقاذها من البرد التي تعيش تحت رحمته يوميا، من خلال توفير مسكن لها، أو سقف لغرفتها.

منزل ظريفة

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً