ودعت أول أمس الخميس قرية ميت أبو الكوم التابعة لمركز تلا بمحافظة المنوفية الشيخ محمود البدري أحد أكبر محفظي القرآن الكريم ومؤذن مسجد الرئيس السادات بالقرية عن عمر ناهز التسعين عامًا، وذلك بمشاركة المئات من الأهالى والشخصيات العامه بالمنوفية.
وأجرت «أهل مصر»، لقاء مع نجل الشيح الراحل محمود البدري، أقدم محفظ قرآن بمحافظة المنوفية، «زياد»، حيث قال إن والده حفظ القرآن الكريم عن عمر 6 سنوات بعد أن ذهبت به جدته 'درقاوي' إلى كُتاب الشيخ عبدالعزيز الحصري رحمه الله عليه، وتعلم على يده القرآن الكريم، ومن ثم تتلمذ القراءات والتجويد على يد الشيخ على الديب، ومن ثم تم تعيينه مؤذنًا في الأوقاف، ومن بعدها مُحفظًا للقرآن ليخرج من بين يدية عدد كبير منهم الأطباء والمهندسين والمُعلمين، وخلال فترة حياته انتقل إلى العديد من المساجد ويجلس في العديد من المجالس العرفية بأماكن مُختلفة.
زياد نجل الشيخ محمود البدري
نجل الشيخ محمود البدري يحكي تفاصيل حياة والده
وأضاف نجل الشيخ محمود البدري، أن والده كان مُقرىء مسجد الرئيس الراحل محمد أنور السادات، وافتتح مسجد الرئيس بالقرآن في عهد الرئيس رحمة الله عليه، وذهب لاستراحة الرئيس بقرية ميت أبو الكوم وقام بقراءة القرآن بها، لأن الرئيس الراحل كان مُتحفظًا للغاية ويحب سماع القرآن الكريم، حتى أنه كان لا يجلس مع أهالي قريته 'ميت أبو الكوم' إلا بعد سماعة للقرآن الكريم خاصة في سهرات رمضان.
الشيخ محمود البدري
وأشار نجل الشيخ الراحل محمود البدري، إلى أن الرئيس الراحل محمد أنور السادات، كان متمسك بوالده حتى أنه قال للعقيد سيد عبدالغفار: 'لا تأتي لي إلا وبيدك الشيخ البدري' وكان الرئيس لقب والدي بـ«البدري» فضلاً على أن والدي كان يذهب إلى المسجد وحده بدون قائد معه خاصة أنه كان كفيف، لكنه لم يُولد كفيف بل وُلد مُبصرًا ثم بعد ذلك أُصيب بارتفاع في درجة حرارته أدت لفقد بصره.
الشيخ محمود البدري
وأختتم نجل الشيخ محمود البدري حديثه قائلًا: كان والدي دائمًا ما يُخبر أسرة المتوفي بعدم إقامة عزاء كبير للمتوفي بل أن اسرة المتوفي لهم حق كبير في هذه الأموال وبدلاً من إقامة عزاء كبير يقوم بإحضار كرسيين وينتهي العزاء على هذا الوضع، لذلك أوصانا على عدم إقامة عزاء كبير، وعلى الرغم من كبر سنه إلا أن ذهنه لم يذهب حتي يوم وفاته، ولكن لم يكن يستطيع تحريك جسده في هذه الفترة، مشيرًا إلى أنه أوصاه قبل الوفاة على الأخلاق الحميدة وأن يكون سندًا لأخيه وللأخرين.