أصلها فرعوني.. ملك المقشات الليف في الفيوم يكشف أسرار صنعته

ملك المقشات الليف بالفيوم
ملك المقشات الليف بالفيوم

تعتبر صناعة المقشات الليف واحدة من الصناعات التي ابتكرها أجدادنا الفراعنة، واستمرت حتى عصرنا الحالي، قبل أن تتطور لتصبح المكانس من البلاسيتك، وبالتالي قل الطلب على المكانس الليف الأصلية. ورغم هذا التراجع في الطلب على هذه المكانس، فإنه مازال هناك من يتمسك بصناعتها، ويتقنها حتى أن المتعاملين معه يحلو لهم وصفه بـ'ملك المقشات الليف'، وهو 'عم محمد'، ابن قرية العجميين، التابعة لمركز أبشواي بمحافظة الفيوم، ذو الأربعين عاما. ملك المقشات الليف بالفيومملك المقشات الليف بالفيوم

ورصدت كاميرا 'أهل مصر' أثناء جولتها بقرية العجميين المشهورة بالأعمال الحرفية اليدوية، عمل ملك المقشات الليف، وأجرت معه هذا اللقاء الشيق.

مهنة الصبر والتحمل

وقال: 'اسمي محمد، عمري 40 سنة، ولدي 4 أبناء في المراحل التعليمية المختلفة، وأعمل في هذه المهنة منذ 30 عاما، وتعلمتها من أفضل صانعي في زمنه، وأصبحت صنعتي التي أرتزق منها'.

ملك المقشات الليف بالفيومملك المقشات الليف بالفيوم

تعلمت المهنة من صغري

وأضاف: 'تعلمت هذه المهنة من صغري، على يدي والدي، وأتقنتها في سن العاشرة، وكنت منذ الصغر أشاهد والدي وهو يصنع المقشات بمختلف أنوعها بكل حرفية ومهارة، وهذا جعلني أحبها وأتعلق بها طوال تلك السنوات الطويلة، وأستيقظ من نومي في الصباح الباكر، حيث لا يشغلنى إلا تقطيع جريد النخيل، وأتركه حتى يذبل ثم تقطيعه لاستخدمه في الصناعة'.

ملك المقشات الليف بالفيومملك المقشات الليف بالفيوم

وتابع: 'اشتغلت في مهن كتير سائقًا، وطلاع نخل، وصانع أقفاص الجريد، ومزارع، لكن عمل المقشات هو المهنة التي استمرت معي'.

ملك المقشات الليف بالفيومملك المقشات الليف بالفيوم

وأضاف صانع المقشات الليف: 'الخبرة لها دور كبير في هذه المهنة، لجذب الزبائن، إلا أنه مع تغير الأوضاع وتطور التكنولوجيا، تكاد مهنتي أن تنقرض، بسبب المكانس البلاسيتكية، والكهربائية أيضا.

ملك المقشات الليف بالفيومملك المقشات الليف بالفيوم

المقشة الليف سعرها 3 جنيهات جملة

وقال 'عم محمد': 'صناعة المقشة الواحدة بياخد مني ربع ساعة، وباعمل في اليوم 35 مقشة، وأتعامل مع أحد تجار الجملة، فأبيع له الواحدة بـ3 جنيهات'.

ملك المقشات الليف بالفيومملك المقشات الليف بالفيوم

مراحل تصنيع المقشات الليف

وأوضح 'عم محمد' مراحل صناعة المقشات، موضحا أنها لا تستغرق سوى بضع دقائق، حيث يتم أخذ الليف من النخل، وفركه، ورش الماء عليه وتسويته بمقص صُنع خصيصًا لهذه المهمة، ثم يتم ضمها على شكل مثلث صغير، ووضع ثلاث أجزاء منها واحدة تلو الأخرى، وحبكها بخيط أبيض ويتم تجمعيها وربطها في عصاة من الجريد بطول متر وربع تقريبا'.

ملك المقشات الليف بالفيومملك المقشات الليف بالفيوم

الإقبال على المقشات من أهل الريف

وعن الإقبال على شراء المكانس قال ملك صناعة المقشات، الإقبال على الشراء مستمر طوال العام، خاصة من أهل الريف ويتراوح سعر المقشة الواحدة من 5 إلى 7 جنيهات، حسب حجمها فيما يمتنع معظم أهالي المدن عن الشراء، فالتكنولوجيا أوقفت حالنا بسبب اختراع مكانس الكهرباء والمهنة بدأت تختفي كليا في معظم مدن المحافظة ومراكزها.

اللي جاي على قد اللي رايح

واستطرد: 'المهنة لا يوجد لها دخل ثابت، فالدخل حسب الجهد في العمل، وإنتاج أكبر عدد من المقشات، وظروف البلد صعبة والحياة غالية والأسعار نار، ولدي أسرة مكونة من 4 أبناء وزوجتي، يحتاجون إلى ملبس ومأكل ومصاريف تعليم وعلاج وغيرها، واللي جاي على قد اللي رايح'.

WhatsApp
Telegram