قرية العجميين التابعة لمركز إبشواي بمحافظة الفيوم، أهم قلاع صناعة الجريد في مصر، وكانت لا تعاني من البطالة لأن أهل القرية جميعا نساءها وأطفالها ورجالها يعملون في صناعات الجريد وصناعات السعف، إلا أنه بعد اندلاع ثورة يناير 2011 تراجعت هذه المهنة ثم جاء انتشار فيروس كورونا في نهايات عام 2019 ليقضي على ما تبقى منها في ملف التصدير، وساعد في ذلك أيضا ارتفاع أسعار الجريد، وتم إغلاق عشرات الورش.
المطرحة صناعة فرعونية يكشفها أسرارها عم سعيد
المطرحة صناعة فرعونية من الأساس
وتعد حرفة صناعة «مطرحة الخبيز» أحد أهم هذه الصناعات اليدوية، خاصة لأهل الريف، هؤلاء الذين يصنعون الخبز المكون من خليط دقيق القمح ودقيق الذرة البيضاء، وتعد قرية «العجميين » بمركز أبشواي بمحافظة الفيوم، الأولى في صناعة أداة الخبيز.
المطرحة صناعة فرعونية يكشفها أسرارها عم سعيد
عم سعيد أشهر صانع المطارح الخبيز
ورصدت كاميرا «أهل مصر» ورشة صغيرة بها احد الرجال في السادس من العمر حوله بعض الجريد المقطع بمقاسات متغيرة ومرصوصة بجوار بعضهما علي شكل دائري واقتربنا اليه ودار بيننا هذا الحوار الشيق.
المطرحة صناعة فرعونية يكشفها أسرارها عم سعيد
قصة اشهر صانعي المطرحة الخبيز بالفيوم
قال أشهر صانعي المطرحة بقرية العجميين أنا أسمي عم سعيد صانع المطارح وأعمال الجريد بكل انواعها وأشكالها لكن الان متخصص في صناعة المطرحة بسبب الطلب المتزايد عليها في القري الريفية خاصة في شهر رمضان المبارك.
المطرحة صناعة فرعونية يكشفها أسرارها عم سعيد
وتابع عم سعيد، أنه ورث المهنة أب عن جد وبعمل في المهنة منذ كنت طفل ابلغ من العمر 10 سنوات وأصبح الآن عمري ستين عاما خبرة 50 عام في المهنه تزوجت منها وانجبت 7 أبناء والحمدلله استطاعت ان اربيهم حتى أصبحوا رجال عرسان وعرائس وزوجة منهما 5 وفاضل إثنين بإذن الله هيتزوجو برضوا.
المطرحة صناعة فرعونية يكشفها أسرارها عم سعيد
وأوضح صانعي المطرحة بأن مراحل صناعة مطرحة الخبيز، والتي تبدأ بتجهيز الخامات، حيث شراء الجريد ، فضلا عن شراء المسامير، والبرجل الهندسي لرسم وتدوير المطرحة، لافتا إلى استخدام مُعدّة بديلة المنشار الآلي للنجار تعرف باسم الصينية، تلك التي تستخدم لتقطيع الجريد النخيل المستخدم لمطرحة الخبيز.
المطرحة صناعة فرعونية يكشفها أسرارها عم سعيد
مهنة الأجداد يتوارثها الأجيال
واكد أشهر صانعي الجريد والمطارح بالفيوم بأنه لن يورّث المهنة «صناعة مطرحة الخبيز» لأبنائه لأنها لم تعد بنفس قوة زمان، متمنيا أن تزدهر الحرفة كما كانت في السابق، لافتا إلى أن المطرحة تباع أكثر في مراكز إطسا ثم ابشواي وأسواق مركز الفيوم لانها اكثر كثافة سكانية من الريفيين، وهم الأكثر صنعا للخبز الطري المختلط بدقيق القمح والذرة البيضاء، كما أن هذه المطرحة الأنسب لفرده وتسويته في الفرن الفلاحي أو الفرن الغاز.
أسعار المطرحة
وأشار عم سعيد، أن هذه الأدوات تتغير أسعارها حسب أسعار الخشب، ففي الماضي كان ثمن المطرحة لا يتعدى جنيهين، وحاليًا وصل ثمنها إلى أكثر من 15 جنيهًا فتلك أدوات لا تزال تحتفظ بجاذبيتها وبخاصة في القرى والطلب لا يزال مستمرا عليها بشكل كبير، ووصل الأمر لدى بعض عائلات القرى أن اعتبروا وجود العيش الجاهز على «الطبلية» عارا فلا بد من وجود الخبز المعد منزليا.