تمردت على العادات والتقاليد لتصنع بنفسها أيقونة ونموذج للصعيد كاملا وليست أسيوط فقط، صبرة تحملت المصاعت وركبت البحر من الصغر وصارعت وهزمت الأمواج لتخرج من داخله رزقا حلالا طيبا كتبه الله لها ولاسرتها الفقيرة.
قوة الإرادة
بجسد قوى رغم هزله وبصر حاد وهمة وعزيمة الرجال تتميز صبرة عبدالباسط «47 عامًا»، صيادة أسماك، تقيم فى جزيرة عزت حنفي، بمركز أبو تيج، فى محافظة أسيوط، والتى سردت قصة حياتها فى لقاء خاص لـ«أهل مصر»، والتى بدأت منذ نعومة أظافرها لتتحمل المسؤلية فى العاشرة من عمرها بعد وفاة الأب وهى الابنة الثانية له فتكبرها فاطمة من ذوى الهمم عمرها الآن 50 عاما، ورغم وجود شقيقين لها إلا إنها تفوقت فى أن تقود ركب سفينتها إلى بر الأمان بإمكانيات ضئيلة أو تكاد تكون معدومة.
أدوات الصيد
وواصلت «صبرة»: «بدأت فى الصيد فى العاشرة من عمرى بسنارة بسيطة على الشط، وتعلمت السباحة والغطس فى ذات الوقت، وبعد ذلك استخدمت الطراحة، وقدمت على قارب بسيط من المحافظة وحصلت عليه، اصطاد الآن بالفانوس الشبك، بالإضافة إلى الطراحة أيضا، اقوم بالتجديف حتى اصل منتصف النهر، واقف على طرف القارب واعوم بيد وارمى الشبك باليد الأخرى، واضع الفانوس أسفل الحشائش والنباتات حيث يختبأ السمك، وبعد الإنتهاء من كل هذه المراحل أذهب إلى الشاطئ لدقائق معدودة واعود لسحب الشبك، واجمع مارزقني الله به».
مهارات الرياضة للدفاع عن النفس
وأضافت «صبرة»: «تعلمت كيفية الدفاع عن نفسى بالمصارعة وغيرها لحماية اسرتى من الذئاب البشرية، ولجات أحيانا إلى تسلق النخل وقضاء ليالى كاملة عليه فرار من بعض الرجال الذين يحاولون الإعتداء عليا بالظلام الدامس، ولا يوجد بجوارى أحد، وتارة أخرى بقيت فى صومعة الغلال يومين وأكثر حيث تعرضت نفس المحاولات».
محاربة فى أكل العيش
وتابعت «صبرة»: «يقوم بعض الصيادين بمحاربتى فى أكل عيشى، يسرقون فانوس الصيد ويمزقون الشبك، كل هذا ردا على قيامى بتقديم فاكس لوزارة الرى والمسطحات المائية لتنظيف المياه من الحشائش والنباتات والحشرات، لا اعلم مدى استفادتهم من وجودها».