رغم صغر سنها إلا أنها جعلت قلوب الجميع تنزف تأثرا بكلماتها، وعيونهم تنهمر دمعا، كلما ألقت بيتا من قصيدتها: 'أناديكم أشد على أياديكم' التي أبرزت خلالها مدى حزنها على بلادها، أثناء إنشادها أمام عدد من المواطنين، خلال مرحلة علاج والدتها بمستشفى شفاء الأورمان بالأقصر، إنها الطفلة الفلسطينية ابنة غزة «انتصار» والتي التقتها أهل مصر في هذا الحوار الخاص.
انتصار
وروت الطفلة انتصار زكريا، صاحبة العشرة أعوام لـ أهل مصر مآساتها مع الحرب في غزة، التي عاشتها لمدة 4 أشهر متتالية، قائلة: 'كنا عايشين في قصف وحرب، ومكناش نقدر نلعب في الشارع أنا وأصحابي، خوفا من الصواريخ والنيران، ولو خرجنا فور سماعنا أصوات ضربات العدو نجري على بيوتنا كي نهرب من هذه الأصوات المفزعة، وكان عندنا يهود ساكنين جنبنا، غادروا فور بداية الحرب'.
وأضافت الطفلة: 'فقدت منذ بداية الحرب ابن خالي، وعمتي، وأبناء خالتي، وأقارب آخرين'، لافتة إلى أن الحرب في غزة لم تنقطع ساعة، بل هي متواصلة طوال اليوم، مما جعلها تغادر بلدها وتأتي مرافقة لوالدتها المريضة بالسرطان، لإتمام علاجها بمصر.
وألقت انتصار القصيدة التي أبكت بها جميع الحاضرين، حتى جعلت مؤسس جمعية الأورمان يؤكد لها أنها مسئولة منه، ويطالبها بإعلامه فور احتياجها لأى شيء حيث قالت:
أناديكم أشد على أياديكم
أبوس الأرض تحت نعالكم
وأقول أفديكم
وأهديكم ضيا عيني
ودفء القلب أعطيكم
فمأساتي التي أحيا
نصيبي من مآسيكم.
أناديكم
أشد على أياديكم..
أنا ما هنت في وطني ولا صغرت أكتافي
وقفت بوجه ظلامي
يتيما، عاريا، حافي
حملت دمي على كفي
وما نكست أعلامي
وصنت العشب فوق قبور أسلافي
أناديكم
واختتمت الطفلة حديثها بأنها تتمنى أن ينصر الله تعالى أهلها في غزة، وأن تعود إلى بلدها بعد أن يسودها الأمن والأمان، وألا يكون بها حرب مرة أخرى.
انتصار