يحمل على كتفه صندوقًا يحوي معدات وخامات تلميع الأحذية مستقلًا مواصلات تنقله من مدينة قلين إلى مدينة دسوق، ليستقر به الحال في أحد شوارعها منتظرًا الزبائن الذي قد يمر يومه دون أن يأتي إليه أحد منهم، ليعود أدراجه إلى منزله كما جاء دون أن يكسب جنيهًا واحدًا.
«عبدالسلام» 15 سنة في تلميع الأحذية بشوارع كفر الشيخ
'ربنا ما يكتبها على حد'، عبارة بسيطة وصف بها 'عم عبد السلام' الحال الذي آلت إليه مهنته مؤخرًا، كونها لا ترتقي أن تكون مصدر دخل كافٍ لإعالة أسرة هذه الأيام، مؤكدًا أنه اضطر للعمل بها لكي يعول أسرته؛ لأنه لا يعرف أي مهنة غيرها.
عم عبد السلام منّاع
عم عبد السلام 15 عامًا في تلميع الأحذية
قال عبد السلام محمود مناع، 49 عامًا، من أبناء مدينة قلين بمحافظة كفر الشيخ، أنه يعمل في تلميع الأحذية منذ 15 عامًا؛ للإنفاق على أسرته المكونة من زوجته وأبنائه الإثنين، حيث لا يعمل بأي مهنة غيرها.تلميع الأحذية مهنتي الوحيدة
وتابع عبد السلام في حديث خاص ل'أهل مصر' أنه لم يرث المهنة عن أسرته، بل عمل فيها لأنها الوحيدة التي كانت متاحة أمامه حيث لم يتعلم بالمدرسة، ولم يتعلم صنعة أخرى غيرها، ويضيف بالقول: أعمل يوميًا من الساعة التاسعة صباحًا وحتى بعد العشاء.
واستطرد: «العمل في فصل الصيف قليل للغاية مقارنة بفصل الشتاء، وأيام كثيرة أجلس طوال اليوم في الشارع ولا يأتي إلي زبونًا واحدًا، وأقوم بتلميع الأحذية مقابل 5 أو 7 جنيه».
ولادي مش بياخدوا دروس خصوصية بسبب حالتنا المادية
وأكمل: «ليس لدي مهنة أخرى، وأنا لدي إثنين من الأبناء، الكبرى في الصف الأول الإعدادي، والثاني في الصف السادس الإبتدائي، ولا يحصلان على أي دروس خصوصية؛ لأنني لا أقوى على ذلك، 'معنديش مقدرة مادية أديهم دروس خصوصية».
عم عبد السلام منّاع
نفسي في كشك أصرف منه على عيالي
وقال: «ليس لنا مصدر دخل سوى معاش تكافل وكرامة الذي تتقاضه زوجتي ويبلغ 600 جنيه، بالإضافة إلى الأموال التي أتحصل عليها من عملي والتي لا تتعدى ال40 جنيه في أفضل الأحوال أيام الصيف، و70 جنيه في فصل الشتاء باليوم، وأنا أتمنى أن يتم عمل كشك لي لأنفق منه على أسرتي».وأردف: «هذه المهنة لا يمكن الاعتماد عليها وحدها كمصدر دخل للإنفاق على الأسرة، 'مش بتأكل عيش'، قائلًا: لو كان لدي مهنة أخرى أعرفها لتركت تلميع الأحذية، ولكنني مضطر للعمل بها للإنفاق على أسرتي، ولكن الإقبال على تلميع الأحذية حاليًا ضعيف خاصة في فصل الصيف، وشهر رمضان هو موسم العمل بالنسبة لي».
عم عبد السلام منّاع