'رجال وسيدات وأطفال' يقفون أمام منازلهم يحملون الأواني والجراكن ينتظرون في حالة لهفة وترقب لحظة سماع صوت صافرات جرار مياه الشرب الذي يتدافعون جميعًا عليه حين وصوله، مشاهد تحكي معاناة حقيقية يعيشها قاطنو قرية كفر الأشقم التابعة لمركز فاقوس في محافظة الشرقية يوميًا بسبب حرمانهم من أبسط حقوقهم للحصول على قطرة مياه تروي عطشهم وتلبي احتياجاتهم، والتي تتزايد مع الارتفاع الغير مسبوق في درجات الحرارة لهذا العام، وسط تجاهل المسؤولين.
أهالي كفر الأشقم
يوما تلو الآخر تتفاقم معاناة قاطنو تلك القرية مترامية الأطراف وتوابعها التى تصل إلي نحو 30 تابعًا، التي تفتقر لوسائل المواصلات وتربطها طرق ترابية وغير ممهدة تبعد مسافة حوالي 30 كيلو مترًا عن مركز فاقوس، بسبب حرمانهم من أبسط حقوقهم المعيشية في الحصول على شربة ماء الذي بات أمرًا صعبًا للجميع يتسارعون عليه يوميًا للحصول على كمية من المياه بالكاد تكفي لسد احتياجاتهم، وذلك لعدم وصول المياه لمنازلهم منذ بداية فصل الصيف.
أهالي كفر الأشقم
'نعاني منذ ثلاثة أعوام على التوالي من انقطاع مياه الشرب عن القرية، وخاصة في توقيت فصل الصيف دون سبب معلوم، حيث بدأ انقطاعها في شهر أبريل الماضي وحتي الآن، بتلك الكلمات بدأ وليد الأحمدي أحد شباب قرية كفر الأشقم حديثه ل'أهل مصر' متابعًا :'المياة منقطعة عن منازلنا طيلة فصل الصيف ونعيش بالقرية على مياه الفنطاس الذي ترسله لنا الحكومة يوميًا للمساعدة في سد احتياجات الأهالي من مياه الشرب والطهي واستخدامها في العديد من الأغراض'.
أهالي كفر الأشقم
'بعض الأهالي قاموا بدق طلمبات مياه أمام منازلهم تساعد في سد احتياجاتهم رغم علمهم أنها تضخ مياه مالحة وغير صالحة للشرب وأساسها يأتي من مياه الترع المارة أمام منازلهم، والتي تُنذر بجلب العديد من الأمراض لهم'.
أهالي كفر الأشقم
'أشرف محمد' مُعلم وأحد أهالي القرية، التقط طرف الحديث قائلاً:'نعاني منذ بداية فصل الصيف من انقطاع المياه عن المنازل، ونعتمد في حياتنا اليومية على مياه الفنطاس الذي يأتي يوميًا بمقطورة تقل نحو 8 أمتار من المياه يتدافع أهالي القرية عليها لحظة وصولها، الأمر الذي يؤدي إلي وقوع مشاجرات بين الأهالي بسبب أولوية ملئ أوانيهم، لافتًا إلي أنه في بعض الأحيان تعود الأهالي لمنازلهم دون حصولهم على مياه بسبب نفاذ الكمية المرسلة'.
أهالي كفر الأشقم
'ملئ جركن المياه سعة 20 لتر يبلغ سعره 3 جنيهات، الأمر الذي بات يشكل عبئا ماديًا يوميًا على أهالي تلك القرية، وخاصة الفئات الأكثر احتياجًا، لإضطرارهم لملئ عدد من الأواني والجراكن التي تتزايد احتياجاتهم عليها خلال تلك الفترة في ظل ارتفاع درجات الحرارة'.
تتكبد أهالي تلك القرية عشرات الجنيهات يوميًا للحصول على احتياجاتهم من المياه ما جعلهم يضطرون لغسل الأواني والملابس بمياه الترع الملوثة والتي تتسبب في جلب الأمراض لهم، وذلك لتوفير المياه التي قاموا بشرائها لاستخدامها في الشرب والطهي والاستحمام وغيرها من الاحتياجات الأساسية، متابعًا :'أنهم ليس أمامهم حلولاً أخري سوي فعل ذلك'.
مشكلة انقطاع مياه الشرب أدت إلى تضرر السيدات والأطفال بالقرية من ملئ الأواني والجراكن الثقيلة التي يضطرون لحملها على رؤوسهم والسير بها لمسافات طويلة فضلاً عن الصعود بها للطوابق العليا بمنازلهم والتي تؤرقهم وتؤثر على حياتهم وتسبب معاناتهم من آلام الظهر والفقرات وغيرها، على حد وصف إحدي السيدات، قائلة:'نفسنا في مياه نظيفة ونعيش حياة كريمة زي الناس'.
واختتمت حديثها قائلة:'طرقنا جميع أبواب المسؤولين بالمحافظة والمركز وقمنا بإرسال شكاوي عبر بوابة مجلس الوزراء لكن دون جدوي، مطالبين بإغاثتهم من الوضع الذي يعيشون عليه ويهدد حياتهم لاضطرارهم استخدام مياه غير صالحة للشرب وإيجاد حلولاً جذرية حتي يستطيعون العيش حياة كريمة.
استجاب المهندس عامر كمال أبو حلاوة رئيس شركة مياه الشرب والصرف الصحي بمحافظة الشرقية، للاستغاثة، عقب إرسال بثًا مباشرًا أجرته 'أهل مصر' يرصد أوضاع ومعاناة أهالي القرية خلال حصولهم على مياه الشرب من جرارات المياه، ووعد بفحص الشكوي وسرعة حلها.
ووجه رئيس شركة مياه الشرب والصرف الصحي بالمحافظة، مدير إدارة مياه الشرب والصرف الصحي بفرع فاقوس، بفحص الشكوي، وإرسال مختصين من الفنين والمعدات اللازمة، وجري العمل علي توصيل الخط الداعم بطول 8 بوصة مصدر تغذيته من محطة مياه حجير، لزيادة كميه المياه والقضاء على المشكلة، وفور الانتهاء من أعمال الربط سيتم ضخ المياه للأهالي.
جانب من توصيل خط مياه الشرب
جانب من توصيل خط مياه الشرب