لم تقتصر المعاناة على الأحياء فقط، ومعاناة الأباء والشباب خوفا على بناتهم ونسائهم من الخطر، حينما يعدن بمفردهن بعد صلاة المغرب، بل طالت الموتى أيضا، بسبب عدم وجود كشافات إنارة، بمدخل نجع أبو سعيد المؤدي إلى قرية الطوناب، واضطرارهم إلى دفن موتاهم على أضواء الهواتف.
المقابر
وأجرت 'أهل مصر' لقاء مع أهالي القرية داخل المقابر عبر صفحتها الرسمية على فيس بوك، حيت أوضح علي عبد الحميد، أحد أهالي نجع أبو سعيد التابعة لمركز ومدينة إسنا جنوب محافظة الأقصر، أنهم يعانون معاناة شاقة منذ 7 أشهر، بسبب عدم وجود كشافات إنارة بجبانة قريتهم، وبالشارع المؤدي إليها من المزلقان وحتى مدخل قرية الطوناب.
الأهالي من داخل المقابر
وتابع «علي» أن عدم إنارة المقابر يجعلهم يقومون بتشغيل كشاف التليفون عند دفن أى جنازة بالليل، مما يعرضهم ذلك للتعرض للحشرات الضارة مثل العقارب وغيرها أثناء حفر القبر للميت، ودفنه على إنارة كشافات التليفون التي تقل جودتها كثيرا عن جودة كشاف عامود الإنارة، مشيرا إلى أن جبانة نجع أبو سعيد يتواجد داخلها حوالي 6 أعمدة فقط ليس بواحد منهم كشاف يساعدهم على دفن الميت بسهولة، مما يدفع ذلك بعضهم إلى تأخر دفن ميته حتى الصباح خوفا من هذا الظلام وما ينتج عنه من ضرر خلال الحفر والدفن ليلا.
وأضاف أن الظلام الدامس عقب صلاة المغرب لم يتواجد داخل المقابر فقط، بل أيضا يسود الشارع المؤدي إليها من مدخل قريتهم خلف مزلقان السكة الحديد وحتى مدخل قرية الطوناب الذي يعد مدخلها الوحيد، ويدخل ويخرج الأهالي منه لقضاء كافة احتياجاتهم فى الظلام، لافتا إلى أن هذا الظلام يعرض حياة فتيات ونساء القريتين للخطر، وبخاصة الطالبات عند عودتهم من الدروس الخصوصية ما بين المغرب والعشاء.
وأكد محمود حسن، مواطن آخر أنه يضطر إلى انتظار نجلته التي تأخذ درسا خصوصيا فى قرية الطوناب التي تجاورهم وتقع فى نفس شارع الجبانة، والذهاب إليها حتى يأخذها ويعود بها من الشارع المظلم حتى لا تتعرض حياتها للخطر أثناء عودتها من درسها إذا قام أحد الشباب الطائش بفعل شيء غير اخلاقي بها، أو أحد المدمنين، فى حالة عودتها بمفردها، مما يجعله ذلك يترك مصالحه الشخصية ويتفرغ ليرافق ابنته خلال عودتها.
وأكدت أسماء أحمد، أحدى أهالي الطوناب، أنها تعانى هي وأهلها معاناة شاقة خاصة من بعد صلاة المغرب لعدم تواجد كوبري بقريتهم مثل بقية القرى الأخرى لكونه تعتليه الأتربة والظلام، الأمر الذي يدفعهم جميعا إلى الدخول لقريتهم من داخل نجع أبو سعيد القرية التي تجاورهم، لافتة إلى أنهم فى البداية كانوا يجدون سهولة فى المرور بالشارع المؤدي لقريتهم، ولكن أصبح الأمر أكثر تعقيدا منذ تركيب أعمدة إنارة بقريتهم وحتى خلف جبانة نجع أبو سعيد، بسبب عدم وجود كهرباء أو إنارة فى هذا الشارع مما جعل الرعب يدب فى قلوبهم خلال مرورهم بهذا الشارع الرابط بين القريتين ليلا، لقضاء مصالح أو التعزية فى ميت بنجع أبو سعيد، أو عودة طالباتهم من الدروس الخصوصية من هذا الطريق.
وناشد الأهالي بتوفير كشافات إنارة داخل مقابر قريتهم بنجع أبو سعيد، مما يقلل معاناتهم عند دفن كل جنازة ليلا، مع الحشرات الضارة، والخوف من الوقوف على أحد المقابر بدون قصد، وايضا إنارة الشارع المتواجد أمام الجبانة والذي يعد هو الوحيد مدخل لأهالي الطوناب حفاظا على بناتهم ونسائهم اللاتي لا يستطعن العودة أو الخروج بعد المغرب إلا برفقة رجل من عائلتها.
المقابر
المقابر
الشارع المؤدي للجبانة وقرية طوناب
الشارع
المقابر
المقابر