تضاربت الأقوال والاراء لاسيما على مواقع التواصل الإجتماعي، بين محاولة توعية الصغار بكيفية التصرف حال تعرضهم للتحرش الجنسي ، أو عدم الحديث معهم في هذا الأمر لصغر عقولهم وعدم قدرتهم على استيعاب مثل هذه الأمور، بعد واقعة الطفل ياسين طالب إحدى المدارس الخاصة بدمنهور ، التي أثارت الرأي العام في مصر، و التقى موقع ' أهل مصر ' بشيماء بديع أخصائية التخاطب وتعديل السلوك، بمحافظة بورسعيد، والتي أكدت وجود حالات كثيرة بين الأطفال تعرضوا للتحرش الجنسي بمختلف أنواعه.
أمك هى جيشك الوحيد
وقالت 'شيماء بديع' إنه لابد أن تكون الأم هي جيش أبنائها الأول والوحيد ، درعهم الواقي وحصنهم المنيع، وتعرف جيداً كيف تحميهم من مجتمع به الجيد والسيئ من الشخصيات التي تقابلهم بشكل يومي سواء في المدرسة أو النادي، أو الدروس الخصوصية، أو غيرها من الأماكن.
الإحصائيات الأخيرة لحالات التحرش بالأطفال 80% منهم من الأقارب
وأضافت أخصائية تعديل السلوك، أن المتحرش ليس بالضرورة أن يكون شخص غريب عن العائلة فقد أثبتت الإحصائيات الأخيرة للحالات التي تم التحرش بها من الأطفال أن 80% منهم من الأقارب، و 20% فقط من الأشخاص الغرباء، لذا لابد أن يكون هناك توعية كاملة للطفل منذ الصغر وحتى عقب ولادته، وان يكون هناك تربية جنسية سليمة، من الوالدين للأبناء.
مراحل توعية الطفل ضد التحرش
و أوضحت أخصائية تعديل السلوك، أن هناك 3 مراحل لحماية الأطفال وتوعيتهم من التحرش، أول المراحل تبدأ من الأم، لعمل حدود لجسد الطفل و توكيد الذات لديه ، تبدأ عقب ولادة الطفل، فله حق علي بأن يتم تربيته تربية جنسية سليمة ، وواجب عليكي أن يكون لديكِ ثقافة لتوجيه الطفل بطريقة سليمة، فلابد لها من عدم تغيير الحفاضات له أمام أحد، بل في مكان مخصص بعيد عن أعين الناس، وتدريب الطفل على استخدام الحمام لخلع الحفاضات يكون بشكل خاص بينك وبينه والباب مغلق عليه ، وليس أمام الجميع حتى لو أفراد العائلة لتشجيعه.
عدم انتهاك الخصوصية
وتابعت 'شيماء بديع' قائلة:' ممنوع استحمام الأخوات مع بعض، وممنوع استحمام الأم أمام طفلها مهما كان صغير ، وايضا عدم تغيير الملابس أمام الأبناء، وبذلك تكون وجهت رسالة للطفل بأن لجسده حدود ، بالإضافة إلى غلق الباب حين تغيير الملابس، والاستئذان وطرق الأبواب المغلقة حين الدخول على اي أحد لمعرفة إن للآخرين خصوصية لابد الا يتخطاها أحد أو ينتهكها ، كما لابد من تعليم الطفل اسماء أعضاء الجسم كلها منها العضو التناسلي بإسمه العلمي وتعريفه بأن هذا الاسم لابد بعدم تداوله بين الناس .
أماكن محظورة لا يلمسها أحد
واكملت حديثها بأن لابد على الأم تعريف ابنها بأن الجسم هبة من الله عز وجل ولابد له من الحفاظ عليه ، وكيفية ذلك بأن لا يلمسه أي شخص آخر، والا يراه مهما كان قرب هذا الشخص، ومنها عدم التقبيل من الفم ، وأنه شيء محذور على الآخرين فعله ، وان يعرف الطفل التفريق بين اللمسة الآمنة واللمسة غير الآمنة ، فالمتحرش ليس بالضرورة أن يكون شخص مؤذي ، أو لمسته غير آمنة ، فمن الممكن أن يكون من الأقارب ، حتى لا يسمح لأحد بالتحرش به، وهناك اماكن محذورة لا احد يلمسها غير الأم والسبب هو لتنظيف جسده أو تغيير ملابسه فقط ، وحتى الاب ممنوع أن يرى جسد الطفل أو يلمسه لغير الضرورة ، كما أنه ممنوع الجلوس على ارجل اي شخص وان لم يجد مكان للجلوس يظل واقفا افضل .
المتحرش شخص جبان
وأشارت إلى أن على الأم توعية طفلها بشكل تغيير الملابس السليم و لمس الجسد للتنظيف إذا اضطر لمثل هذا الموقف في المدرسة ، وان شعر بأي شيء غريب عن ما تفعله هي له، يمنع هذا الشخص مما يفعّله، وينبهه لمعرفته بأن هذا خطأ، وعدم سماع كلام اي شخص غريب مثل تعالى معي وأشتري لك حلوى ، وان حدث هذا فليبدأ بالصراخ، والبعد عنه فوراً، لانه هو شخص جبان وانت شخص قوي وشجاع ، وبعدها لابد أن تأتي وتحكي الموقف وما حدث للأم ، وهذه هي المرحلة القبلية الهامة، والتي تعتمد على العلاقة الآمنة بين الطفل وأمه، ونوعي الطفل بذلك من خلال تمثيل الموقف بطريقة درامية له حتى يفهمها جيداً.