حياة بسيطة، وغير آدمية تعيشها أسرة فى طرقة صغيرة لا تتعدى متر فى متر أسفل إحدى العمارات بمنطقة أرض العزب بمحافظة بورسعيد، يعيش زوج، وزوجته، وطفليهما، يوسف، وياسين، الأب يعمل حارس عقار، والأم، والأبناء الصغار يقوموا بمساعدته فى العمل.
ذات يوم طلبت الأم من صغيرها يوسف الذى يبلغ من العمر ١١ عاما، أن يصعد الى أحد الطوابق بالعمارة ليأتى بطعام لاسرته متوفر من أحد السكان ، و لكن فجأة هبط الاسانسير من الطابق الخامس فوق رأسه، لتبدأ رحلة من العذاب، والألم للصغير وللأسرة.
استغاثة أم سقط الأسانسير على رأس نجلها ومحتجز بالمستشفى ببورسعيد
حالته إيه يا دكتور : " أدعوا له"
قالت عليه حسن والدة الطفل يوسف رضا، لم أشعر بنجلي عندما وقع الأسانسير على رأسه، ولكن فجأة أخبرنى أحد السكان أن أبنى ملقى على الأرض، غرقان فى دمائه، فذهبنا به الى مستشفى السلام، و هناك قاموا بإجراء جراحة عاجله له، نتيجة أصابته بنزيف بالمخ، و منذ ثلاثة أسابيع و أبنى فاقد للوعى، لا يتحرك، ولا يتحدث بكلمة، و عندما أسأل الاطباء عن حالته، لم أسمع منهم سوى ' إدعى له' يوسف ٢١ يوم فاقد الوعي
لما أكبر يا ماما ها أعوضك
و أضافت الأم المكلومة، أبنى يوسف كان تلميذ مجتهد فى دراسته، و لم يترك فرضا من الصلاة إلا و يقوم به فى المسجد ، و حفظ القرآن الكريم، و دائما يوعدني بأنه سيعوضني عن سنوات الشقاء فكان يقول لى :' لما أكبر يا ماما ها أعوضك عن التعب' وضعت كل آمالى فيه، أنام على الارض بجوار سريره فى المستشفى، أبكى و أرفع يدى إلى السماء دائماً، أطلب من الله سبحانه وتعالى أن يحقق المعجزة و يمن على يوسف بالشفاء. أسرة الطفل يوسف
حمدت ربنا على عوضه لى
و تابعت والدة يوسف، لم يعد لى سوى ياسين شقيق يوسف الأصغر منه، أبنتى الصغرى توفيت منذ سنوات، ولدت بثقب بالقلب، عانت كثيرا، لكن للأسف لم يكن معنا من المال ما يجعلنا نقوم بعلاجها، فماتت و ذهبت معها فرحتى، لكنى شاهدت صغيرى يوسف يكبر أمام عينى، ويمنحني الصبر، والقوة، كنت أشعر بأنه رجل كبير يتحمل المسئولية، وحمدت الله على عوضه لى . تقارير طبية لحالة يوسف
ربما تحدث المعجزة
و أختتمت الأم، لم تدم سعادتى طويلا، وكان الأختبار الأصعب فى حياتى، أبنى يتألم، فاقد الوعى، لم يشعر ببكائي، وألمى، أتمنى أن يساعدنى نواب بورسعيد، بعرض حالة يوسف على كبار الأطباء حتى أعرف حالته، و أطمئن، ربما تحدث المعجزة من رب السموات، و يعود أبنى الى وعيه.
و من جانبه قال رضا جمعة والد الطفل يوسف، أننى أعمل فى بورسعيد منذ ١٥ عاما، جئت من محافظة المنيا، مركز سمالوط، و اشتغلت عامل نظافة، ثم تزوجت و عملت حارس عقار، أصيبت فى حادث، و قمت بتركيب شرائح مسامير فى قدمى، وفى اليد أيضا، زوجتى تساعدنى هى و الأولاد، أعتبرت يوسف راجل رغم صغر سنه، يوم الحادث، كنت خارج العقار، و أخبرتني زوجتى بما تعرض له نجلى، و لم أصدق حتى الآن ماحدث، صرفنا كل ما نملكه من أموال ' معدش حيلتنا مليم' أعتبرته السند، و زارنى فى المنام منذ أيام و قال لى ؛' ما تعيطش يا بابا و اخذنى و طلع يجرى بيا'
ربنا يشفيه ويقوم بالسلامة، فأنا لم أتخيل حياتى بدونه، سندى، وضهري، وأبني حبيبى.