في واقعة إنسانية هزّت حي الصوفي بمدينة الفيوم، عثرت سيدة خمسينية تُدعى 'أم سمر' على رضيع حديث الولادة ملقى في الشارع، في الساعات الأولى من صباح يوم الثلاثاء الماضي، لتبادر بإبلاغ الجهات الأمنية وتسرد تفاصيل لحظة العثور على الطفل.
'لقيته بيصرخ بصوت يهز القلب'... بداية الحكاية أم سمر البالغة من العمر 51 عامًا والمقيمة بحي الصوفي، بأنها كانت تستعد للخروج للعمل ، حين سمعت صوت بكاء طفل يعلو من جهة أحد الشوارع الجانبية، قائلة: 'الصوت كان عالي أوي... قلبي اتقبض، قربت من الصوت لقيته طفل صغير ملفوف في قماشة بسيطة، وحواليه شوية هدوم أطفال'.
وأضافت 'أم سمر' في حديثها، لـ ' أهل مصر '، أنها لم تتردد لحظة، بل أسرعت نحو الطفل، وطلبت من أحد جيرانها البقاء بجانبه ريثما تذهب إلى مركز الشرطة: 'سبت جاري واقف عنده، وطلعت جاري على قسم الشرطة، ورجعت ومعايا أمين شرطة علشان يشوف بنفسه'.
التحرك الأمني وبدء التحقيقات
فور إبلاغ الشرطة، توجهت قوة من الأجهزة الأمنية إلى المكان، وتم نقل الطفل إلى أقرب وحدة صحية لفحص حالته، قبل أن تبدأ السلطات المختصة تحقيقاتها حول ظروف وتفاصيل الواقعة، بما في ذلك مراجعة كاميرات المراقبة القريبة والاستماع إلى أقوال شهود العيان.
وبحسب المعاينة الأولية، يُقدّر عمر الطفل بنحو شهر تقريبًا، وكان في حالة صحية مستقرة رغم برودة الجو التي تعرّض لها لساعات.
قلق اجتماعي واستفهامات عديدة
الواقعة أثارت حالة من التعاطف بين أهالي الحي، الذين وصفوا ما حدث بـ'الصدمة' و'جريمة في حق الإنسانية'، مطالبين بسرعة كشف هوية من تخلى عن الطفل ومعاقبته: 'إزاي قلبهم يطاوعهم يرموا طفل زيه؟ دي روح بريئة، ربنا ينتقم منهم'، تقول أم سمر بحرقة.
وتحرر المحضر رقم 2005 لسنة 2025 بقسم شرطة ثان الفيوم، وأخطرت النيابة المختصة، وقرر وكيل النيابة إيداعه دار رعاية بعد استكمال الفحص الطبي واستقرار حالته الصحية، وطالب بسرعة الوصول إلى والدي الطفل، وتولي التحقيق.