ads

"الشحات"... الممرض الذي ودّع الحياة بصمت بين زملائه ومرضاهم

وفاة ممرض في البحيرة
وفاة ممرض في البحيرة

لم يكن صباح اليوم في مستشفى دمنهور التعليمي كأي صباح. بين أروقة المستشفى المزدحمة بالمرضى وأصوات أجهزة التنفس والقلق، خيّم صمت ثقيل وموجع، حين توقفت الحياة فجأة في قلب الممرض محمد الشحات منصور، الذي رحل دون وداع، وهو في مكانه الذي أحبه، وبين زملائه الذين اعتادوا رؤيته شعلة من النشاط والإنسانية.

محمد، ابن قرية بسيطة وأب لأسرة يعرفها الجميع بالطيبة، لم يكن مجرد ممرض يؤدي واجبه، بل كان وجهًا باسمًا يستقبل المرضى، وكفًا حانية تخفف أوجاعهم. في لحظة مفاجئة، سقط متأثرًا بأزمة صحية، وسط ذهول زملائه الذين هرعوا لمحاولة إنقاذه، لكن قلوبهم المكلومة كانت شاهدة على لحظاته الأخيرة.

نُقل الجثمان إلى ثلاجة المستشفى، لكن البرد لم يكن في ثلاجة الموتى، بل في قلوب من عرفوه وأحبوه. الأطباء، الممرضون، المرضى، وحتى عمّال النظافة، جميعهم بكوا محمد، ليس لأنه فقط زميل، بل لأنه كان روح المكان.

عبر مواقع التواصل الاجتماعي، تحوّلت صفحات الأصدقاء إلى دفتر عزاء. دعوات بالرحمة، كلمات ود، وصور له وهو يبتسم بحياء، كانت كلها محاولات للتعبير عن ألم الفقد. كتب أحدهم: "محمد كان بيراعي ربنا في كل خطوة، ومكنش بيرفض مساعدة حد، حتى لو على حساب تعبه ووقته."

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً