وسط حالة من الصدمة والغضب، استيقظت مدينة رشيد بمحافظة البحيرة على وقع جريمة بشعة، بعدما تعرض أحد أبرز تجار الذهب بالمنطقة، أحمد المسلماني، لاعتداء دموي من قبل شخصين، نُقل على إثره في حالة حرجة إلى غرفة العناية المركزة، يصارع الموت.
بداية الحكاية.. «خلاف قديم ينفجر فجأة»
في ظهيرة يوم عادي، خرج أحمد المسلماني، الرجل المعروف بسمعته الطيبة وأمانته بين أهالي محافظتي البحيرة والإسكندرية، لقضاء مشوار لم يتخيل أنه سيكون الأخير له بكامل وعيه. وبينما كان يستقل سيارته، اعترضه شخصان، أحدهما موظف سابق لديه، بحسب ما أفاد به مقربون.
لم تكن الأمور تبدو مريبة في بدايتها، بل إن أحد الجناة بدأ بتحية أحمد بشكل ودي، كما روت زوجته نوال أحمد، التي كتبت عبر صفحتها الشخصية على فيسبوك:
«جوزي كان ماشي في أمان الله، جه المجرم يسلم عليه وياخده على خوانه، والتاني كان مستنيه ينزله من العربية، ومرة واحدة هجموا عليه بمطواة وصفّوا دمه».
«بحر دم ووريد مقطوع»
مشهد الاعتداء التقطته كاميرا مراقبة مثبتة بالقرب من موقع الحادث، وظهر فيه أحمد يتعرض لضرب مبرح بأداة حادة، حتى سقط أرضًا غارقًا في دمائه. نُقل إلى المستشفى وهو يعاني من إصابات بالغة، بينها تهتك في الوجه، وجروح عميقة بالرأس والرقبة، وقطع في وريد رئيسي متصل بالقلب.
زوجته المكلومة تتابع بكلمات مؤلمة:
«جوزي اتشرح حرفيًا، أنفه اتفتت، رقبته ووشه اتقطعوا، أنا عايزة حق جوزي، علشانه وعلشان ابني. إحنا مش في غابة!».
الاعتراف الكامل.. والاتهام بمحاولة قتل
فور تلقي البلاغ، تحركت الأجهزة الأمنية بمديرية أمن البحيرة إلى موقع الحادث، وتمكنت خلال ساعات من ضبط الجانيين، وبمواجهتهما اعترفا بتنفيذ الاعتداء بدافع خلافات سابقة. وقد تم تحرير محضر بالواقعة، وبدأت جهات التحقيق استجوابهما لكشف خلفيات الحادث ودوافعه.
أصدقاء الضحية: «ما حدث كان محاولة قتل مع سبق الإصرار»
عدد من أصدقاء أحمد عبّروا عن غضبهم عبر منصات التواصل، مؤكدين أن الاعتداء لم يكن لحظة انفعال أو مشاجرة عابرة، بل محاولة قتل مع سبق الإصرار والترصد، وقال أحدهم:
«الراجل ده معروف بسمعته الطيبة وأخلاقه، وبدل ما يكتفوا بالتهديد، اعتدوا عليه بوحشية لا توصف.. أحمد دلوقتي بين الحياة والموت».
العدالة المنتظرة
فيما لا يزال أحمد المسلماني راقدًا داخل غرفة العناية المركزة، تدعو أسرته وأصدقاؤه المجتمع للوقوف بجانبهم حتى ينال المعتدون أقصى عقوبة. تقول زوجته:
«مش هسيب حق جوزي، إلا لما أشوف اللي عملوا فيه كده بياخدوا جزاهم.. الإعدام أقل حاجة».
قصة أحمد المسلماني ليست مجرد حادثة اعتداء، بل جرس إنذار عن خطورة العنف المتعمد في ظل غياب الردع الكافي. وبينما ترقد الضحية بين أجهزة الإنعاش، يعلو صوت أسرته بالدعاء والانتظار... انتظار العدالة.